٤ - أن عيسى - عليه السلام - يعترف بالنص كما في نصوص الأناجيل الموجودة حديثاً أن الله هو الذي أرسله, وأنه كان يغضب من الذي يدعوه صالحاً أعني: جديراً بالعبادة, ويقول: ليس أحد صالحاً إلا الله, يعني: ليس أحدٍ جديرا بالعبادة, وصدق الله القائل: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (١١٦) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (١).
٥ - أن إنجيل عيسى - عليه السلام - ليس له وجود في عصرنا الحديث, وقد اختفى بسبب التحريف, وأن الأناجيل الموجودة (العهد الجديد) إنما هي لأشخاص آخرين كيوحنا ومرقص.
٦ - أن تراجم المخطوطات القديمة حينما تكتب كلمة عيسى تشير أنه غير جدير بالعبادة, وعندما تكتب اسم الله تقول إنه جدير بالعبادة, من خلال التفريق بين اللفظ الذي يدل على الإله المعبود وغيره, وذلك بعكس الترجمات الحديثة.
٧ - أن مترجمي نصوص العهدين القديم والجديد ليسوا أمناء حينما يقومون بترجمة نصوص الكتب؛ لأنهم يقومون بتحريف ترجمتها.
٨ - أن الرسول محمداً - صلى الله عليه وسلم - يثبت أن عيسى هو المسيح - عليه السلام - , وأنه كان مسلماً لله رب العالمين, وأن عيسى - عليه السلام - قد بشر الناس بمجيء خاتم الأنبياء والمرسلين.
المطلب الرابع: ثمار المناظرة مع أهل الكتاب حديثاً, وفيه فرعان:
[الفرع الأول: دعوتهم إلى الدخول في دين الإسلام الحق.]
لقد سبق الكلام عن الدين وتعريفه بما في ذلك دعوتهم إلى الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده, وكذلك كيفية دعوتهم بالمناظرات بما فيه الكفاية, وبقي هنا أن نذكر مجموعة من ثمار المناظرة والمجادلة في عصرنا الحديث, وهي على النحو التالي:
(١) سورة المائدة الآية: (١١٦ - ١١٧).