(خائنة) لتبقى الخيانة وحدها مجردة، تملأ الجو، وتلقي ظلالها وحدها على القوم, فهذا هو جوهر جبلتهم، وهذا هو جوهر موقفهم، مع الرسول محمد ومع الجماعة المسلمة" (١).
وهذه الخيانة ستستمر في كل زمانٍ ومكان, ولذا فكلامنا في تحريف أهل الكتاب حديثاً سنجمله في هذا المبحث من خلال المطالب التالية:
المطلب الثاني: أمثلة على التحريف بالتبديل حديثاً.
إن من التبديل الذي قام به أهل الكتاب في كتبهم حديثاً هو استخدامهم لكلمة (هي) بدلاً عن كلمة (هو) في صفات الرسول الذي سيرسله الله إلى البشر بعد عيسى - عليه السلام -؛ وذلك لتدل كلمة (هي) على أن الذي أوحي إليه أنثى وليس ذكراً, وتأولوها بتأويلات فاسدة مفادها أنه يقصد بها شبح, أو طيف, أو روح, وقد ذكر هذا التبديل الأستاذ أحمد ديدات رحمه الله فيما يلي:
أولاً: "جاء في إنجيل يوحنا (١٦: ١٣): " (وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق؛ لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم [هو] بأمور آتية). _فهنا يوجد تحريفان في هذه الجملة فالأول أن الضمائر المذكرة غيرَّوها إلى ضمائر مؤنثة في النسخة الأردية من الإنجيل فالضمير (هو) استبدل بـ (هي)؛ حتى لا يستطيع المسلمون الإدعاء بأن الآية تشير إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - , ثم يقول ديدات: هذا التحوير المسيحي رأيته بنفسي في النسخة الأردية من الإنجيل, وهو خداع معتاد من المبشرين خاصة في اللغات الإقليمية.
الثاني: أما التحريف الثاني فهو: حيلة عثرت عليها في الإنجيل باللغة الإفريقية في النص السابق موضوع البحث, فقد غيروا كلمة معزي [مساعد comforter] إلى كلمة: وسيط [Mediator], وأقحموا فيها جملة الروح القدس, وهي التي لم يجرؤ أي دارس إنجيلي على إقحامها إلى النسخ