سخفهم في ظنهم أنهم قادرون على أن يفقدوا القرآن الكريم بلاغته وفصاحته التي أعجزت البشر قديماً وحديثاً عن الإتيان بمثله أو بسورة منه.
المطلب الثاني: أهداف أهل الكتاب من محاولة تحريف القرآن الكريم حديثاً, وفيه:
إن الهدف الرئيس لأهل الكتاب وراء كل هذه المحاولات لتحريف القرآن الكريم هو القضاء على القرآن الكريم, وإيقاف انتشاره بين الناس, ولكن الله قد خيب آمالهم في ذلك؛ فالقرآن الكريم محفوظ بحفظ الله, وباقٍ ببقاء السماوات والأرض, ونوره الساطع يفتح الله به القلوب والعقول في شتى بقاع الأرض, كما أن لأهل الكتاب أهدافاً أخرى من هذه المحاولات الفاشلة في تحريف القرآن الكريم, وسنجملها على النحو التالي:
[الفرع الأول: القضاء على القرآن الكريم والتشكيك فيه]
إن أهل الكتاب قد مارسوا الكثير من المحاولات لتحريف القرآن الكريم, وموقفهم في ذلك لا يخفى كتحريفهم لمعنى القرآن, أو تأويله بالتأويلات الفاسدة, أو ترجمته ترجمة مغلوطة, أو طباعة نسخ من القرآن طباعة خاطئة, وقد قامت دولة إسرائيل المزعومة في عام (١٩٦٠ م) بطبع مائة ألف نسخة من القرآن الكريم، وكانت تلك النسخ تحتوي على الكثير من التحريف والتبديل، والأخطاء اللفظية والمطبعية، كما احتوت تلك النسخ على حذفٍ لبعض الجمل والكلمات, وإسقاط لبعض الآيات، ولكن الله قيض علماء المسلمين فقاموا بواجبهم تجاه تلك الهجمة الشرسة، فبينوا ما في تلك المصاحف من الأخطاء، وأبرزوها للمسلمين وحذروهم منها، كما حذروهم من تداول تلك النسخ المفتراة (١).
وكذلك تفسيرهم الباطل لآيات القرآن الكريم على غير مراد الله تحت مسمى تقديم خدمات للمسلمين بتفسير القرآن باللغات المختلفة, من اجل إدخال ذلك التفسير الباطل, و"بعد مسح الدراسات القرآنية عند المستشرقين لوحظ تعدد القراءات الاستشراقية للقرآن الكريم.
(١) انظر: كتاب جمع القران (١/ ٢٥٠) نقلاً عن كتاب الجمع الصوتي الأول للقرآن الكريم ص ٤٧٢ - ٤٧٣، عن جريدة الأهرام المصرية في عددها الصادر ٢٨ كانون الأول (ديسمبر) ١٩٦٠ م.