للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحفظ النص في مخطوطات نسختها أيدي مجهدة لكتبة كثيرين، ويوجد اليوم من هذه المخطوطات (٤٧٠٠) ما بين قصاصات من ورق إلى مخطوطات كاملة على رقائق من الجلد أو القماش, إن نصوص جميع هذه المخطوطات تختلف اختلافاً كبيراً، ولا يمكننا الاعتقاد بأن أياً منها قد نجا من الخطأ, ومهما يكن الناسخ حي الضمير فإنه ارتكب أخطاء, وهذه الأخطاء بقيت في كل النسخ التي نقلت عن النسخة الأصلية, إن أغلب النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرضت لتغييرات أخرى على يد المصححين الذين لم يكن عملهم دائماً إعادة القراءة الصحيحة" (١).

وهذا يدل على أنَّ المصححين كانوا أيضا ممن مارسوا التحريف إثناء إعادتهم قراءة الكتب؛ لأن مهمتهم لم تكن إعادة القراءة الصحيحة فقط, بل كانوا يصححون ويضيفون ويحذفون كما يؤكد جورج كيرد.

الفرع الثالث: اعتراف الدكتور روبرت صاحب كتاب (حقيقة الكتاب المقدس).

ونختم هذا المطلب بما قاله الدكتور روبرت في كتابه: حقيقة الكتاب المقدس: " لا يوجد كتاب على الإطلاق به من التغييرات والأخطاء والتحريفات مثل ما في الكتاب المقدس, ثم ينقل روبرت أيضاً أن آباء الكنيسة يعترفون بوقوع التحريف عن عمد، وأن الخلاف بينهم محصور فيمن قام بهذا التحريف, ومن الطريف أن روبرت قد أعد لمطبعة (تسفنجلي) مذكرة علمية تطبع مع الكتاب المقدس، ثم منع من طبعها، ولما سئل عن السبب في منعها قال: " إن هذه المذكرة ستفقد الشعب إيمانه بهذا الكتاب " (٢).

خلاصة:

وبهذه الاعترافات والتي أوردنا القليل منها فقط, تبين لقراء (الكتاب المقدس المسمى بالعهدين القديم والجديد) أنها ليست من كلام الله, ولا من كلام موسى - عليه السلام - , ولا عيسى - عليه السلام - , وإنما هي من كلام بولس اليهودي, وعزرا, وغيرهم من أحبارهم ورهبانهم الذين باعوا ما فيها بالثمن القليل, وأن هذه الكتب عبارة عن بعض إضافات للكُّتاب والنُّسَّاخ بسبب جهلهم ونسيانهم وغفلتهم طوال الفترات السابقة, وإن كان يوجد الشيء القليل من الكلمات أو الفقرات التي يدَّعون نسبتها لكلام


(١) انظر: الكتاب المقدس في الميزان، (ص: ٩٤) مرجع سابق.
(٢) انظر: المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام (٩/ ١١٢) جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة

علي بن نايف الشحود, المكتبة الشاملة.

<<  <   >  >>