للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (١٥) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم} (١).

ولذلك فقد خاطب الله تعالى أهل الكتاب في كتابه بخطابات كثيرة تتعلق بجوانب متعددة في التوحيد, والإيمان, وفي العبادات, والمعاملات, والأخلاق, وغير ذلك من آيات الخطاب التي تحدثت عن طبيعتهم قديماً وحديثاً, وبينت مواقفهم السابقة واللاحقة في تعاملهم مع ربهم, ومع ما جاء به رسلهم؛ حتى يكون الناس على بينة من أمرهم في التعامل معهم.

وسنقوم في البحث بجمع آيات الخطاب القرآني لأهل الكتاب, ونقوم بتقسيمها إلى مواضيع رئيسة, ثم نبين ما قاله أهل العلم والتفسير فيها, ونقوم بربطها بأهل الكتاب قديماً وحديثاً لنبين موقفهم من الخطاب القرآني, وما يتعلق به من الإيمان بالله وبالرسول, وبالكتاب حديثاً, وذلك بحسب ما ييسره الله تعالى لنا, وسيكون هذا البحث خادماً لهذا الموضوع, ومساهماً في توضيحه إن شاء الله.

[مشكلة الدراسة]

أما المشكلة التي يعالجها البحث فهي كما يلي:

١ - يدعي بعض الناس أن التوراة والإنجيل صحيحة ولم تحرف ألفاظها, وإنما حرفت معانيها, وأن القرآن الكريم شاهد على صدقها, وأن أهل الكتاب حديثاً غير أهل الكتاب قديماً في معتقداتهم وتعاملاتهم.

٢ - إلى إي مدى ينطبق الخطاب القرآني على أهل الكتاب حديثاً كما انطبق على أسلافهم قديماً, وما مدى العلاقة التي تربط بين أهل الكتاب قديماً, وأهل الكتاب حديثاً, في معتقداتهم (الأيدلوجية (٢)

٣ - ما مدى التزام أهل الكتاب حديثاً بالخطاب القرآني الموجه إليهم أمراً ونهياً, وهل تعاملوا مع ما جاء فيه إيجاباً أم سلباً.


(١) سورة المائدة الآية: (١٥ - ١٦).
(٢) الايدولوجيا: هي نسق من الآراء والأفكار التي يؤمن بها الإنسان في مجالات السياسة والتشريع والأخلاق والجمال والدين والفلسفة الخ ... , انظر: مبادئ في نظرية الشعر والجمال, (ص: ٢٠٤) المؤلف: عقيل الظاهري, المكتبة الشاملة الإصدار الرابع.

<<  <   >  >>