للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني: الألفاظ والأساليب المتعلقة بالخطاب القرآني لأهل الكتاب, وفيه مطلبان:

[المطلب الأول: أنواع الخطاب لأهل الكتاب بالنظر إلى من يخاطبهم.]

[تمهيد]

لاشك أن خطاب الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم لأهل الكتاب من اليهود والنصارى قد ورد بأنواع متعددة وبأساليب مختلفة, وبحسب السياق والموضوع وما تقتضيه بلاغة القرآن الكريم وفصاحته.

فالقرآن الكريم خطاب عالمي شامل لجميع البشر مؤمنهم وكافرهم دون استثناء, مما يدل على أن القرآن الكريم هو الوحي الإلهي الحق الذي أنزله رب العالمين على رسوله الأمين ليكون للعالمين نذيراً, وهذا الكتاب الحق هو الذي سيجمع البشرية على دين واحد, ويردها إلى عبادة ربها الواحد الأحد, وإلى أمتها الواحدة بعد اختلافها وتفرقها.

وكان من ضمن من خاطبهم الله في القرآن الكريم أهل الكتاب, فكان يخاطبهم أحياناً بطريقة مباشرة, وأحياناً بطريقة غير مباشرة, وبيان ذلك على النحو التالي:

[الفرع الأول: توجيه الخطاب إليهم من الله تعالى مباشرة وبدون واسطة.]

مثل قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} (١).

وقوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} (٢).

وقوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (٣).

وقوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقِّ} (٤).


(١) سورة البقرة الآية: (٤٠ - ٤١).
(٢) سورة آل عمران الآية: (٧٠).
(٣) سورة آل عمران الآية: (٧١).
(٤) سورة النساء الآية: (١٧١).

<<  <   >  >>