للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النصارى التي تقود مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة, وفي المقابل لو حصلت مخالفات أو انتهاكات من أي دولة إسلامية فإنهم يقيمون الدنيا ولا يقعدوها كما حصل للعراق من حضرٍ وحصارٍ استمر لعدة سنوات ثم حرب ودمار, وكذلك ليبيا, والسودان, وفلسطين, وما يحصل أيضاً لإيران هذه الأيام.

الخلاصة:

ومن خلال كل ما سبق يتبين موقف أهل الكتاب قديماً وحديثاً من الخطاب القرآني الموجه إليهم, وأنهم قد تعاملوا معه تعاملاً سلبياً, لغاية أنهم كانوا دائماً على عكس ما وُجِّه إليهم في الخطاب القرآني من الأمر والنهي, ومع ذلك فكما أنهم نقضوا العهود والمواثيق قديماً فقد نقضوها حديثاً, وكما أنهم لم يوحدوا الله قديماً فإنهم لم يوحدوه حديثاً, وكما أنهم قد مارسوا الغلو في دينهم قديماً في عيسى - عليه السلام - , وفي غيره من الرسل, فإنهم مستمرون على ذلك, بل زادوا في غلوهم ومارسوه بأساليب حديثة ومتطورة, وكذلك في حوارهم ومناظرتهم, وقد أعرضوا عن الحق بعد ما تبين لهم كأسلافهم, وقد حرفوا حديثاً وبدلوا كتبهم, وزادوا على ذلك في محاولاتهم الغاشمة أنهم قد حاولوا تحريف القرآن الكريم؛ وكل ذلك يؤكد لنا أن نتعامل مع أهل الكتاب بموجب ما جاء في الخطاب القرآني حتى لانخدع ولا نغتر باليهود والنصارى حديثاً، فهم خلف أسوأ لسلف سيِّئ, وهم فتنة الأجيال قديماً وحديثاً.

وبعد النظر في مواضع الخطاب القرآني لأهل الكتاب, ودراستها في هذا البحث نقوم هنا بتسجيل النتائج التي توصلنا إليها, وهي كما يلي:

[نتائج البحث]

١ - أن الخطاب القرآني خطاب عالمي شامل لجميع البشر, ومع أن خطاب أهل الكتاب تكرر في سور متعددة؛ فإن دلالته تناولت جميع الجوانب المتعلقة بأهل الكتاب في عباداتهم ومعاملاتهم وأخلاقهم, وأوجدت الحلول المناسبة لمشاكلهم بسهولة ويسر.

٢ - تبين لي أن معتقدات أهل الكتاب لا تزال هي تلك المعتقدات التي كان يعتقدها أسلافهم, وأنهم لم يحققوا الالتزام بأوامر الله تعالى قديماً وحديثاً من الوفاء بالعهود, والابتعاد عن الغلو؛ فألقى الله بينهم العداوة والبغضاء, وأغرى بعضهم ببعض, ولن يبعد ذلك عنهم حتى يلتزموا بما جاءهم به الله من الخطاب القرآني.

<<  <   >  >>