للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يذكر، بل نستطيع أن نقول: إنه لم يطرأ عليه أي تغيير على الإطلاق في النسخ التي لا حصر لها والمتداولة في البلاد الإسلامية الواسعة، .. وهذا الاستعمال الإجماعي لنفس النص المقبول من الجميع حتى اليوم, يعد أكبر حجة ودليل على صحة المنزل الموجود معنا" (١).

ويقول: المستشرق الفرنسى ديمومبين (٢): "إن المنصف لا مناص له من أن يقر بأن القرآن الحاضر هو القرآن الذي كان يتلوه محمد" (٣).

وقال الباحث الأمريكي مؤلف كتاب المائة الأوائل مايكل هارت (٤): "لا يوجد في تاريخ الرسالات كتاب بقي بحروفه كاملاً دون تحوير سوى القرآن (٥).

وكل هذه الشهادات تؤكد لأهل الكتاب أن كتاب القرآن الذي يقرؤه المسلمون اليوم هو الكتاب الذي كان يقرأ في عهد محمد - صلى الله عليه وسلم - , وتؤكد أيضاً أن القرآن قد حُفظ في الصدور, وكتبه المسلمون في السطور من أول لحظة أنزل, بعكس الكتب الأخرى التي لم تدون إلا بعد قرون من موت النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي نزلت عليه تلك الكتب.

الفرع الثالث: شهادات المنصفين من أهل الكتاب حديثاً على أن القرآن لا يتعارض مع الحقائق العلمية المعاصرة:

ومن أهم الشهادات في هذا الموضوع هو ما يتعلق بدراسة العلوم التجريبية الحديثة الموجودة في عصرنا الحديث, ومقارنتها بما جاء في الكتب السماوية السابقة؛ لأن الكتاب الإلهي الحق حينما يتحدث عن الأمور العلمية التجريبية والاكتشافات العلمية لا يمكن أن يتعارض معها؛ لأن الكون خلق الله, والله أعلم بخلقه من أي أحد, قال تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (٦) , وهذا هو ما وجده بعض علماء الغرب حينما قاموا بدراسة القرآن الكريم, ودراسة ما فيه من الإخبار


(١) انظر: الطعن في القرآن الكريم والرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري, (ص: ٤٩) مرجع سابق.
(٢) المستشرق ديمو مبين الفرنسى ولد في أميان عام ١٨٦٢ وتوفي في باريس عام ١٩٥٧ له مؤلفات عديدة منها (محمد, ونحو العربية الفصحى .. ) انظر: موسوعة المستشرقين (ص: ٢٧١) , مرجع سابق.
(٣) انظر: مجلة مجمع الفقه الإسلامي (٢/ ١٥٢٧٥).
(٤) الدكتور مايكل هارت ولد عام ١٩٣٢ م، وهوأمريكي الجنسية فيزيائي فلكي، صاحب كتاب الخالدون مائة. انظر: موقع موسوعة ويكيبديا.
(٥) انظر: ربحت محمداً ولم أخسر المسيح, (ص: ١١٧) مرجع سابق.
(٦) سورة الملك الآية: (١٤).

<<  <   >  >>