للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن الاختلاف بينهم عظيم, لدرجة أنه لو قبلت الأناجيل المتشابهة باعتبارها صحيحة وموثوقة، فإن ما يترتب على ذلك هو عدم صحة إنجيل يوحنا" (١).

فتبين من هذه الشهادة أنه قد تم ممارسة التحريف عن قصد من النُّسَّاخ , وأنه قد تم الحذف أيضاً, وتمت الإضافات لفقرات سموها توضيحية, وأصبحت مع الأيام من كلام الرب, وأصبحت من أصل كتبهم وجزءاً منها, وهكذا تمت الإضافات من الشُّرَّاح والكُتَّاب.

[الفرع الثاني: شهادة دائرة المعارف الفرنسية على تحريف العهدين القديم والجديد]

وهذه شهادة أخرى على الأسفار الخمسة من كتب العهد القديم المنسوبة إلى موسى - عليه السلام - , وهي سفر التكوين, وسفر الخروج, وسفر اللاويين, وسفر العدد, وسفر التثنية نقلاً عن كتاب كنز العلوم لمحمد فريد, حيث تذكر دائرة المعارف الفرنسية في القرن التاسع عشر تحت كلمة توراة: "أن العلم العصري ولاسيما النقد الألماني قد أثبت بعد أبحاث مستفيضة في الآثار القديمة والتاريخ وعلم اللغات أن التوراة لم يكتبها موسى - عليه السلام - , وأنها عمل أحبار لم يذكروا أسماءهم عليها, ألفوها على التعاقب, معتمدين في تأليفها على روايات سماعية سمعوها قبل أسر بابل" (٢).

ومعنى هذا الكلام أن هذه الأسفار الموجودة وغيرها في عصرنا الحديث ليس لها أي صلة بموسى - عليه السلام - , وأنها عبارة عن روايات لأشخاص آخرين, وذلك مما يؤكد لنا بطلان كل ما فيها.

وأما عن كتب العهد الجديد فتقول دائرة المعارف الكبرى الفرنسية: "أما إنجيل يوحنا فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور، أراد صاحبه مضادة اثنين من الحواريين بعضهما لبعض, وهما: القديسان (يوحنا ومتى) " (٣).


(١) انظر: مناظرة بين الإسلام والنصرانية لمناقشة العقيدة الدينية بين مجموعة من رجال الفكر من علماء الإسلام والنصرانية, (ص: ٣٦) , المؤلف: مناظرة بين مجموعة من رجال الفكر من علماء الإسلام والنصرانية, الناشر: دار البصيرة الإسكندرية, بلا تاريخ طبعة.
(٢) انظر: محمد نبي الإسلام في التوراة والإنجيل والقرآن (ص: ٧٥) , المؤلف: محمد عزت إسماعيل الطهطاوي, الناشر: مطبعة التقدم بدار الكتب رقم الإيداع: (٢٤٢٠) لعام (١٩٧٢ م).
(٣) انظر: تخجيل من حرف التوراة والإنجيل, (١/ ١٠٢) , نقلاً: دائرة المعارف الكبرى الفرنسية (١٦/ ٨٧١، ٨٧٢).

<<  <   >  >>