للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على ارتفاع ٤٨٨ م عن سطح البحر, وهي مذ عرفت في التاريخ لم يتغير اسمها، ولا تزال تدعى إلى يومنا هذا الناصرة. ويعتقد معظم الكتاب العرب أن لفظ (النصارى) منسوب إلى المدينة نفسها, والناصرة مدينة مقدسة عند المسيحيين بوصفها مدينة مخلصهم وكعبة حجهم، وموطن السيدة العذراء، وموئل بشارتها، ومكان إقامة السيد المسيح (١).

تبين مما ذكرنا سابقاً أن تسميتهم نسبة إلى نصورية أونصران أوالناصرة, وكلها أسماء لمسمى واحد, وهي القرية التي ولد فيها السيد المسيح, ولأن سيدنا عيسى - عليه السلام - عندما دعاهم قال: {مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللهِ} (٢) ومع أنهم ادعوا أنهم نصروا سيدنا عيسى - عليه السلام - بألسنتهم, فإنهم لم يؤيدوا هذه الدعوى بأفعالهم, كما قال تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} (٣).

[الفرع الرابع: الألفاظ المتعددة والأوصاف المتنوعة في النصارى المذكورة في القرآن الكريم.]

١ - فورد ذكرهم بوصف (أهل الكتاب) إحدى وثلاثين مرة, وهي لليهود والنصارى أما النصارى كقوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ .. } (٤).

٢ - وورد ذكر لفظ (النصارى) أربع عشرة مرة, كقوله تعالى: {وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (٥).


(١) انظر: مجلة التاريخ العربي (٣٦٤٧ - ٣٦٤٨).
(٢) انظر: سورة الصف الآية: (١٤) , وسورة آل عمران الآية: (٥٢).
(٣) انظر: سورة المائدة الآية: (١٤).
(٤) سورة النساء الآية: (١٧١).
(٥) سورة التوبة الآية: (٣٠).

<<  <   >  >>