للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن الله سبحانه وتعالى قد بين موقف أهل الكتاب من الكتب السماوية عموماً بأنهم حرفوها وبدلوا فيها الكلم عن مواضعه, والآيات التي تؤكد هذا كثيرة جداً, ولم تقتصر محاولاتهم على تحريف كتبهم (التوراة والإنجيل) فقط, ولكنهم حاولوا التجرؤ على تحريف القرآن الكريم, ولكنهم فشلوا؛ لأن الله قد توعد بحفظه في الصدور والسطور إلى قيام الساعة, قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (١) أي: أن الله قد حفظ القرآن وسيحفظه إلى قيام الساعة.

ولكن الأيادي الخبيثة والقلوب الآثمة من أهل الكتاب لا زالت تحاول الاعتداء على كلام الله تعالى بالتبديل والتحريف لفظاً أو معنى, أو بتفسير آيات القرآن الكريم على غير مراد الله, أو بترجمتها ترجمة خاطئة.

وسيكون الكلام عن هذه المحاولات المعاصرة للتحريف على مطلبين كما يلي:

المطلب الأول: أمثلة على محاولة تحريف أهل الكتاب للقرآن الكريم حديثاً, وفيه خمسة فروع:

[الفرع الأول: اختلاق قرآن جديد من مقاطع ملفقة]

إن من أشهر المحاولات في عصرنا الحديث لتحريف القرآن الكريم هو ما قامت به الصهيونية العالمية, وبعض الجماعات التنصيرية, وذلك بتأليف كتب في تحريف القرآن الكريم والطعن في صحته, فمن هذه الكتب: كتاب: (هل القرآن معصوم؟ ) الذي صدر عن مؤسسات تنصيرية في النمسا لرجل نصراني, ويُدعى عبدالله الفادي (٢) , وتقوم بتوزيع هذا الكتاب هيئات ومراكز التنصير في العالم, وتوزعه أيضاً عبر شبكة الإنترنت.

وهناك كتاب آخر باسم: (الفرقان الحق) أو (القرآن الأمريكي) لرجل نصراني يدعى أنيس شورش, وقيل: إنه رجل يهودي, وهذا الكتاب عبارة عن مجموعة من المقاطع سموها (سوراً) تتجاوز


(١) سورة الحجر الآية: (٩).
(٢) يقول الأستاذ صلاح الخالدي يبدو أن الاسم مستعار. انظر: القرآن ونقض مطاعن الرهبان (ص: ٥) المؤلف: الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي, الناشر: دار القلم دمشق, الطبعة الأولى عام (١٤٢٨ هـ ٢٠٠٧ م).

<<  <   >  >>