للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (١).

قال سيد قطب: "وطابعهم الأصيل هو تحريف الكلم عن مواضعه, تحريف كتابهم أولاً عن صورته التي أنزلها الله على موسى - عليه السلام - إما بإضافة الكثير إليه مما يتضمن أهدافهم الملتوية ويبررها بنصوص من الكتاب مزورة على الله! وإما بتفسير النصوص الأصلية الباقية وفق الهوى والمصلحة والهدف الخبيث! ونسيان وإهمال أوامر دينهم وشريعتهم، وعدم تنفيذها في حياتهم ومجتمعهم، لأن تنفيذها يكلفهم الاستقامة على منهج الله الطاهر النظيف القويم" (٢).

وهذه الآية فيها دلالة على أن الخيانة لاتزال تتجدد منهم, وأكبر خيانة مارسوها هي تحريفهم كتب الله التي استحفظهم الله إياها, فخانوه وقاموا بتحريفها.

ثم استمع إلى ما يقوله صاحب مرشد الطالبين أيضاً: " وأما وقوع بعض اختلافات في نسخ الكتب المقدسة, فليس بمستغرب عند من يتذكر أنه قبل اختراع صناعة الطبع في الجيل الخامس عشر, كانت كل الكتب تنسخ بخط القلم, ولابد أن يكون بعض النُّسَّاخ جاهلاً, وبعضهم غافلاً, فلا يمكن أن يسلموا من وقوع الزلل ولو كانوا ماهرين في صناعة الكتابة, ومتى وقعت غلطة في النسخة الواحدة فلابد أن تقع أيضاً في كل النسخ التي تنقل عنها, وربما يوجد في كل واحدة من النسخ غلطات خاصة بها لا توجد في الأخرى, وعلى هذا تختلف الصور في بعض الأماكن على قدر اختلاف النسخ, وفضلاً عن ذلك ربما جعل بعض النُّسَّاخ بجهالتهم حرفاً مكان آخر, أو كلمة مكان أخرى, أو أسقطوا بغفلتهم شيئاً من ذلك " (٣).

الفرع الثاني: اعتراف جورج كيرد (٤) (رئيس الجمعية الكندية لدراسة الكتاب المقدس).

ومما يؤكد عدم صحة هذه الكتب وجود اعترافات أخرى أدلى بها كبار قياداتهم, كرئيس الجمعية الكندية لدراسة الكتاب المقدس جورج كيرد وصاحب تفسير إنجيل لوقا بقوله: " إن أول نص مطبوع من العهد الجديد كان ذلك الذي قدمه أرازموس عام (١٥١٦ م) , وقبل هذا التاريخ كان


(١) سورة المائدة الآية: (١٣)
(٢) انظر: في ظلال القرآن, (٢/ ٨٥٩) مرجع سابق.
(٣) انظر: مرشد الطالبين (ص: ١٣ - ١٤) , مرجع سابق.
(٤) الدكتور جورج بردفورد كيرد صاحب تفسير إنجيل لوقا رئيس الجمعية الكندية لدراسة الكتاب المقدس.

<<  <   >  >>