للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سراحه هدية من السلطة الرومانية الحاكمة للشعب اليهودي في عيده, فلم يفلح حتى اضطر إلى أن " أخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلاً: إني بريء من دم هذا البار" (١).

[الخطة السابعة]

تحريف الفقرات التي خاطب بها تلاميذ المسيح اليهود مباشرة وأدانوهم فيها على مواقفهم الإجرامية من المسيح, وذلك بتحويلها من صيغة ضمير المخاطب الحاضر إلى صيغة ضمير الغائب, فاستبدل " أنتم" بالضمير " هم" حتى تضيع المسؤولية في تحديد من هم ... " (٢).

خلاصة خطط التحريف حديثاً:

فتبين من خلال ما سبق أن خطط التحريف التي يقوم بها اليهود والنصارى قديماً يمارسها اليهود والنصارى حديثاً, وذلك يؤكد لنا استمرارهم في العبث بما تركه أسلافهم مما لم يحرفوه, وأنهم أكملوا طمس ما تبقى من نور الوحي إن وجد؛ فعمهم الظلام, وليتبين للقارئ الكريم في عصرنا الحديث أن أهل الكتاب ليسوا على شيء من الهدى والنور الذي جاءت به رسل الله, وأن كتبهم لا يعتمد عليها, وأن الواجب على أهل الكتاب أن يؤمنوا بالقرآن الكريم ويعملوا بما فيه, قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (٣).

وينبغي لأهل الإسلام أن يكونوا على حذر تام في أي تعامل أو أي تعاون معهم؛ لأنهم في سبيل الوصول لأغراضهم فلن يحترموا عهداً ولا ميثاق ولا كتاب سماوي وخاصة اليهود لأنهم سيحرفون وينقضون ما سيكون بينهم وبين غيرهم من المواثيق بحسب ما تريد أهواؤهم, وطلباً لمصالحهم, واستمراراً في مكرهم وخيانتهم, قال تعالى: {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (٤).

وأما الخيانة المذكورة في هذه الآية فالمقصود بها كما ذكر سيد قطب رحمه الله أنها: "الفعلة الخائنة، والنية الخائنة، والكلمة الخائنة، والنظرة الخائنة ... يجملها النص بحذف الموصوف وإثبات الصفة


(١) انظر: المصدر نفسه، (ص: ٤٥ - ٤٦) مرجع سابق.
(٢) انظر: المصدر نفسه، (ص: ٤٥ - ٤٦) مرجع سابق.
(٣) سورة المائدة الآية: (٦٨).
(٤) سورة المائدة الآية: (١٣).

<<  <   >  >>