للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنا أحترم الأقوال الصادرة عن شخص المسيح, لا الأقوال التي قالها شخص آخر, أو كتبها شخص آخر.

ثم يقول ديدات: أنا أريد أن أعرف ما قاله المسيح شخصياً, أعطوني كلماته هو.

لقد قال المسيح: (أبي الذي أرسلني) لقد أمره الله بما يجب أن يفعله, وأمره بما يجب أن يقوله, وربما تكون لكم طريقة أخرى في الفهم، ولكنني أضع رأسي تحت مقصلة لو أطلعتموني على نص واحد قال فيه المسيح بنفسه: (أنا الله) أو قال: (اعبدوني).

ثم قال ديدات لباستر استاليني أنني أتحدث لغة إنجليزية بسيطة، وأقول: أنا أريد كلمات المسيح نفسه.

والآن تعالوا نتأمل ما قاله المسيح - عليه السلام - عن نفسه وفق إنجيل متَّى ١٩: ١٦١٧ (وإذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح: أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية. فقال له: لماذا تدعوني صالحاً. ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله) (١).

إن المسيح - عليه السلام - يرفض أن يصفه أحد بأنه صالح good, فكيف يعقل أن يقبل بأن يصفه أحد بأنه إله God؟ ! , وهكذا يتضح أن المسيح يرفض أن يصفه أحد بأنه إله، إنه يرفض ذلك بموجب نفس نص كلماته" (٢).

فتبين من خلال هذه المناظرة بين الأستاذ أحمد ديدات وكبير قساوسة السويد ما يلي:

١ - أن الله بيَّن لنا أن عيسى - عليه السلام - عبد الله ورسوله, وأن أمه صديقة, وأنهم كان يأكلان الطعام كغيرهم من البشر, وأن الله أكرم عيسى - عليه السلام - فجعله من عباده المقربين.

٢ - أن كثيراً من النصارى حديثاً لا يزال موقفهم من عيسى - عليه السلام - كأسلافهم من حيث إتباعهم الهوى, والقول على الله غير الحق وبغير برهان.

٣ - أن المسيح عيسى - عليه السلام - لم يقل كلمة واحدة لأهل الكتاب: (أنا إله, أو أعبدوني) بل أهل الكتاب هم من لفقوا ذلك.


(١) انظر: إنجيل متَّى ١٩: ١٦ - ١٧ موسوعة الكتاب المقدس (٤/ ١٦٨) مرجع سابق.
(٢) انظر: مناظرتان في استكهولم بين الداعية أحمد ديدات وكبير قساوسة السويد"استانلي شوبيرج" (ص: ١٣٣١٥٠) مجموعة أحمد ديدات. الناشر: دار النصر للطباعة القاهرة, ترجمة علي الجوهري.

<<  <   >  >>