للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - أن القرآن الكريم هو الكتاب المعجز في كل ألفاظه وآياته, ودلالاته, وأنه الكتاب الوحيد الذي لا يتعارض ولا يتناقض مع العلم الحديث, وأنه سبق العلوم الحديثة بالإخبار عنها, بعكس الكتب السابقة التي طرأ عليها التحريف والتبديل, ودخول كلام البشر عليها حتى غلب عليها أقوال البشر, واستمرت أيدي التحريف تنالها حتى عصرنا الحديث عن طريق أحبارهم ورهبانهم.

٤ - أن العلم الحديث أثبت بطلان ما في التوراة والإنجيل من الأخبار التي تتعلق بالأمور العلمية في عصرنا الحديث, وأنها تتعارض مع العلوم الحديثة جملة وتفصيلاً, وتصطدم معها؛ مما يدل على أنها لا تكون من كلام الله الذي أحاط بكل شيء علماً.

٥ - أثبت العلم الحديث أن القرآن الكريم هو الكتاب الحق الصادق بإخباره عن الأمم السابقة واللاحقة, وعن غيب الماضي والحاضر والمستقبل, بخلاف الكتب الأخرى المحرفة.

٦ - أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي توعد الله بحفظه, فحفظه في الصدور, وفي السطور على مر العصور, فإذا سألت شخصاً مسلماً في أمريكا أو في الصين أو في روسيا أو في أفريقيا أو في أي قطر من أقطار المعمورة عن القرآن الذي معه لقال: لك: القرآن الكريم, وهو كتاب واحد بنفس الصيغة لم يتغير منه حرف واحد, ولم تتبدل منه حركة واحدة خلال أربعة عشر قرناً, وكل ذلك مصداقاً لقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (١) , "وكلمة (حافظون) اسم فاعل يدل على وقوع حفظ القرآن في الماضي, وفي الحاضر: وقت نزول القرآن, وفي المستقبل " (٢).

وهذا هو الواقع المشاهد للقرآن الكريم, بخلاف التوراة والإنجيل التي حرفت وبدلت, فإنجيل متى غير إنجيل يوحنا, وإنجيل يوحنا غير إنجيل لوقا وهكذا, وكذلك التوراة, فسفر التكوين غير سفر الخروج, وكذلك الكتاب المقدس _كما يزعمون_, فالعهد القديم غير العهد الجديد, وبهذا التحريف والتبديل الذي وقع فلا توجد توراة موسى - عليه السلام - , ولا إنجيل عيسى - عليه السلام - , والموجود إنما هو كلام بشر, وهم: يوحنا ولوقا ومرقص ... الخ.


(١) سورة الحجر الآية: (٩).
(٢) انظر: البرهان شرح كتاب الإيمان, (ص: ١٢٥) المؤلف: الشيخ عبد المجيد الزنداني, الطبعة الأولى عام (١٤٢٧ هـ ٢٠٠٧ م) الناشر: مركز بحوث جامعة الإيمان.

<<  <   >  >>