للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفلسطين والعراق, وهم يخططون للمزيد, والمسلمون وأنظمتهم غافلون لا يملكون إزاء ذلك أي خطة للمواجهة بكل أسف! قال عز وجل: {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (١) , وكل ما سبق من صدهم للمؤمنين عن سبيل الله قد بينه الله تعالى بقوله: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٩٩) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} (٢).

ملحوظة:

وهنا ملحوظة هامة, وهي أن القرآن الكريم يشير إلى أن هناك فئة وطائفة تسعى إلى الصد عن سبيل الله والإضلال كما تقدم في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} (٣) , وقوله تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (٤).

فهذه الطائفة تدعوا الناس للمكر والخداع والنفاق، ولذلك يميز القرآن الكريم بين هذه الطائفة من أهل الكتاب وبين الأخرى التي وصفها بصفات الإيمان والالتزام بما أنزل الله تعالى, فقال سبحانه: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (١١٣) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} (٥). وقوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (٦).

فهذه الآيات الكريمة تصف هذه الطائفة من النصارى بالإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح, وهم قليل خاصةً في زماننا هذا؛ لأنه قد حصل لأغلبهم الاختراق من قبل اليهود.


(١) سورة آل عمران الآية: (٦٩).
(٢) سورة آل عمران الآية: (٩٩ - ١٠٠).
(٣) سورة آل عمران الآية: (١٠٠).
(٤) سورة آل عمران الآية: (٧٢).
(٥) سورة آل عمران الآية: (١١٣ - ١١٤).
(٦) سورة آل عمران ألآية: (١٩٩).

<<  <   >  >>