للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطوفان وبعده, وفعلوا هذا بعد المسيح؛ لتصبح الترجمة اليونانية غير معتبرة, ولعناد الدين المسيحي, ومعلوم أن الآباء القدماء المسيحيين كانوا يقولون مثله, وكانوا يقولون: إن اليهود حرفوا التوراة في سنة مائة وثلاثين ميلادية" (١).

ويتضح أنه قد شهد بهذا التحريف الكثير من أشهر مفسري النصارى, وهذا يُعدُّ اعترافاً مهماً منهم بذلك.

ثانياً: ما قاله بعض علماء البروتستانت أن النسخة العبرانية هي الأصل عند جمهور علماء البروتستانت كما تقدم, ومع هذا "فكثير من محققي علماء البروتستانت مثل كي كات وهيلز وهيوبي كينت وغيرهم يعتبرون النسخة السامرية دون النسخة العبرانية، ويعتقدون أن اليهود حرفوا العبرانية، وجمهور علماء البروتستانت أيضاً يضطرون في بعض المواضع إلى السامرية ويقدمونها على العبرانية" (٢).

فتبين أنه حتى جمهور علماء البروتستانت يضطرون للرجوع إلى النسخة السامرية ويقدمونها على العبرية؛ لأنهم يعتقدون أن اليهود حرفوا العبرانية.

وقد نقل مفسرهم الشهير آدم كلارك الإجماع أن اليهود قد حرفوا النسخة العبرانية (٣) بسبب العداء بينهم وبين السامرية, والذي يظهر من هذا أن التحريف هو دأب اليهود في كل زمانٍ ومكان, وأنهم سيحرفون كتب من حصل بينهم وبينه أي عداء.

ثالثاً: الأمثلة على ذلك التحريف والتناقض:

ومن الأمثلة على وقوع الاختلاف والتناقض بين النسخة السامرية والعبرانية في الزيادة في الألفاظ والفقرات كما يلي: جاء في سفر التثنية: (فإذا عبرتم الأردن فانصبوا الحجارة التي أنا اليوم أوصيكم في جبل عِيبال وشيدوها بالجص تشييداً) (٤).


(١) انظر: دلائل تحريف الكتاب المقدس, (١/ ٣٠٣١) المؤلف: الدكتور شريف سالم, إظهار الحق (١/ ٢٤١ - ٢٤٢) مرجع سابق.
(٢) انظر: إظهار الحق (١/ ٢٣٨ - ٢٣٩) مرجع سابق.
(٣) انظر: إظهار الحق (١/ ٢٤٠) مرجع سابق.
(٤) انظر: سفر التثنية (٤: ٢٧) , موسوعة الكتاب المقدس, (١/ ٣٤٠).

<<  <   >  >>