للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالدعوة إلى المسيحية معلناً أن عيسى هو ابن الله, حتى صار المعلم الأول في المسيحية وداعيتها النشيط, وأخذ ينشر أنه يتلقى التعاليم المسيحية إلهاماً ... وصار هذا الرجل اليهودي في تاريخ المسيحية أحد الرسل السبعين الذين نزل عليهم روح القدس ... وتفاقم تأثير (بولس) حتى صار معلماً لـ (مرقص) أحد كُتَّاب الأناجيل الأربعة ... كما صار معلماً لـ (لوقا) أحد كُتَّاب الأناجيل الأربعة أيضاً, (وهو أول من قال: إن عيسى هو ابن الله) , علماً بأن هذه الفكرة لم تكن قد عرفت من قبل, واستطاع هذا الرجل أن يحرف في جوهر الديانة المسيحية, دون أن يستطيع أحد معارضته؛ لأنه زعم لهم أنه يتلقى التعاليم من المسيح تلقياً إلهامياً روحياً, وصدقوه في ذلك, وأدخل في المسيحية ما أدخل, وحرف فيها ما حرف" (١).

الخلاصة:

أن اليهود هم أول من حرف كتاب الله التوراة, وكذلك الإنجيل, وتلك التحريفات كان أغلبها لأغراض سياسية, ثم تبعهم في التحريف الكُتَّاب والنُّسَّاخ للتوراة والإنجيل, وأدخلوا أموراً قصدوا بها زخرفة العبادات وتزينها, والقيام بتصحيح الأخطاء التي توهموها, فوقعوا فيما هو أشد منه, وهكذا كان أغلب تحريفهم عمداً.


(١) انظر: مكايد يهودية عبر التاريخ، (ص: ٣٤٣٦) مرجع سابق.

<<  <   >  >>