للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد فقد هذا الإنجيل لعدة قرون بعد مصادرته, وحرمة قراءته, ووجدت منه بعض النسخ في مكتبة البابا, يقول شيخنا الزنداني (١):

"لكن مكتبة البابا كانت تحتوي على هذا الكتاب, وشاء الله أن يظهر هذا الإنجيل على يد راهب (٢) لاتيني اسمه "فرامرينو" الذي عثر على رسائل "الإبريانوس" وفيها ذكر إنجيل برنابا يستشهد به، فدفعه حب الاستطلاع إلى البحث عن إنجيل برنابا, وتوصل إلى مبتغاه عندما صار أحد المقربين إلى البابا سكتش الخامس" فوجد في هذا الإنجيل أنه سَيُزعم أن عيسى هو ابن الله, وسيبقى ذلك إلى أن يأتي محمد رسول الله فيصحح هذا الخطأ. يقول إنجيل برنابا في الباب (٢٢٠) وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله, وقد أسلم فرامرينو وعمل على نشر هذا الإنجيل الذي حاربته الكنيسة بين الناس" (٣).


(١) الشيخ أ. د. عبد المجيد بن عزيز الزنداني من مواليد محافظة إب عام ١٩٤٢ م, وترجع أصوله إلى قبيلة أرحب التابعة لقبيلة بكيل كبرى القبائل اليمنية, وهو يعد من أقطاب الثورة اليمنية في نهاية الخمسينات وبداية الستينات مع الشهيد محمد محمود الزبيري, وممن شارك معه في إدخال حركة الإخوان المسلمين إلى اليمن, تلقى العلم في اليمن على يد العديد من المشائخ والعلماء, عمل مراقباً لحركة الإخوان المسلمين في اليمن خلال السبعينات والثمانينات, وهو مؤسس هيئة الإعجاز العلمي في المملكة العربية السعودية وعمل فيها لعدة سنوات, ثم تقلد منصب عضو مجلس رئاسة الجمهورية اليمنية بعد الوحدة عام ١٩٩٤ م, وكان صاحب الدور البارز في تغير دستور الجمهورية اليمنية إلى دستور إسلامي, وجعل الشريعة الإسلامية هي مصدر جميع التشريعات, وكان له دوراً بارزاً في الحفاظ على الوحدة اليمنية وتثبيتها بعد انفصالها, وعمل رئيساً لشورى التجمع اليمني للإصلاح إلى عام ٢٠٠٧ م, وهو مؤسس جامعة الإيمان الإسلامية الشهيرة ورئيسها حالياً, وعضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح حالياً, له العديد من المؤلفات في التوحيد, والعديد من الأبحاث في الإعجاز العلمي منها كتاب التوحيد, وبينات الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومعجزاته, وسلسلة كتب الإيمان وبراهينه, ومنطقة المصب, والأقمار الصناعية تشهد بصدق الرسول - صلى الله عليه وسلم - , وله العديد من الإكتشافات كعلاج مرض الإيدز وغيره. المرجع: هذه المعلومات أخذتها من الشيخ الزنداني أثناء عملي معه ..
(٢) الراهب من النصارى هو ساكن الدير, والجمع رهبان, الرهبانية هي حياة جماعية تُقضى في أديرة خاصة لغرض ديني, أساسها نذر مثلث (الطاعة والفقر والتبتل) وتشمل النساء والرجال بزعمهم أن مؤسس الرهبنة هو المسيح عليه الصلاة والسلام, وهو زعم باطل نفاه الله تعالى عن نبيه ورسوله عيسى ابن مريم - عليه السلام - , وأوضح أنه من جملة البدع التي ابتدعوها, ومع ذلك ما رعوها حق رعايتها. قال تعالى: {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [سورة الحديد: ٢٧]. انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة (٢/ ١٠٥٩) مرجع سابق.
(٣) انظر: بينات الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومعجزاته (ص: ٣٣ - ٣٤) مرجع سابق.

<<  <   >  >>