للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اليهود, أو اليهود غير الأرثوذكس, ويصدق هذا التمييز حتى في إسرائيل, رغم أن كليهما يقرأ النص بالعبرية (١).

خلاصة:

ويتضح مما سبق أن كل هذه التحريفات قائمة على التأويلات الفاسدة التي لا تستند إلى دليل, وخاصةً فيما يتعلق بعنصرية اليهود وتعاليهم على غيرهم في الأرض, وإنما هي مما تمليه عليهم أهواؤهم, وإلا فأي شرع يأمر أبناءه أن يقتلوا كل من لم يكن من أسرتهم أو قبيلتهم غير هؤلاء المحرفين؟ الذين يأمرون بعدم حب الجار إلا بشرط أن يكون يهودياً؟ أما غيره فلا تحبه ولا تناصره حتى ولو جارك في السكن والبلدة؟ ويدعون أبناء جنسهم أيضاً إلى مساعدة اليهودي وإنقاذه في أي مكان في الأرض, ولكنهم يتركون غيرهم يموت ولا يقومون بإنقاذه؛ لأنه ليس منهم, وغير ذلك مما يدل على قسوة القلوب اليهودية في كل زمانٍ ومكان, وأنهم أمة متشربة للحقد والكراهية, وهذا هو ما يحصل للمسلمين في أرض فلسطين وغيرها حديثاً, فقد أخرجهم اليهود الغاصبون من أرضهم وديارهم, وتركوهم يموتون في الشتات, وأصبح الشعب الفلسطيني شعباً جائعاً وبجواره ذئاب بشرية مُتخمة, فأي دين يأمر أبناءه أن يقوموا بمثل هذه الأعمال البشعة التي يبنونها على التأويلات الفاسدة؟

وفي المقابل: فإذا قُتل يهودي من أبناء جنسهم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها, بل يقوم معهم أغلب النصارى, ولكن إذا قتل شخص آخر من أي ديانة أخرى فلا تسمع لهم صوتاً؛ اعتقاداً منهم أن الدم اليهودي أغلى من كل دم ولو قتل بجانبه كل من في الأرض, وذلك باستنادهم إلى معتقداتهم المحرفة, وصدق الله القائل: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (٢).


(١) انظر: كتاب اليهودية الأرثوذوكسية, (ص: ١٠٩ - ١١٠) مرجع سابق.
(٢) سورة آل عمران الآية: (٨٧).

<<  <   >  >>