للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حل جميع المشاكل المتراكمة وإيجاد المخرج لها, من إلقاء العداوة والبغضاء بينهم إلى يوم القيامة, وأما ما نراه في كتب أهل الكتاب الموجودة بين أيدينا الآن من الكذب والبهتان الذي ينسبونه إلى نبي الله عيسى - عليه السلام - من دعوته إلى الإرهاب فهو محض افتراء, وتحريف للكلم عن مواضعه, ويتذرعون به لقتل البشر بغير حق, فقد جاء في (إنجيل متى: ١٠: ٣٤٣٥) أنه قال: (لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض. ما جئتُ لأُلقي سلاماً بل سيفاً؛ فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه, والابنة ضد أمها, والكنة ضد حماتها) (١).

وما جاء في هذه النصوص فهو "يشير إلى أن الإنجيل المحرَّف يحوي نصوصاً تدعو إلى القتل والإبادة والإرهاب والجريمة" (٢).

وكذلك ما نراه من النصوص اليهودية التي تقول: (إذا ضرب أممي إسرائيلياً يستحق الموت) والأممي عندهم هو كل إنسان غير يهودي, ويقولون أيضاً: (اليهود أحب إلى الله من الملائكة, وهم من عنصر الله كالولد من عنصر أبيه فمن يصفع اليهودي كمن يصفع الله) وغيرها من النصوص التي تجعلهم شعب الله المختار, وأن عنصرهم هو الأسمى على العناصر الأخرى؛ وغير ذلك من الأماني التي تدعوهم للغرور والكذب, منها ادعاء أن الله سيغفر لهم كل ما عملوه من جرم وقتل؛ كونهم ليسوا كغيرهم, فضرب الله عليهم الذلة والمسكنة وغضب عليهم بسبب ما سبق (٣).

فهذه أمثلة أوردناها من التوراة والإنجيل قبل التحريف وبعده, نجد فيها أنها قبل التحريف تحث على حسن الأخلاق ومكارمها, وتنهى عن رذائلها وسفاسفها, أما بعد التحريف فإنها على العكس من ذلك, والعجب اليوم من اليهود والنصارى أن يجمعوا بين النقائض, أعني أنهم في الواقع يعملون بالتعاليم المحرفة, ويسلكون في تطبيقها كل سبل التوحش, متنكرين للتعاليم القديمة التي تحث على الأخلاق الحسنة, أما في التنظير وخطاب الرأي العام فإنهم يدعون إلى السلام الشامل والوئام, وحسن الجوار واحترام الآخر!


(١) انظر: إنجيل متىَّ: (١٠: ٣٤ - ٣٥) موسوعة الكتاب المقدس (٤/ ١٥٢).
(٢) انظر: صورة اليهود في القرآن والسنة الأناجيل (ص: ٢٠) المؤلف: إبراهيم أبو عواد، الناشر: دار اليازوري العلمية، الأردن, الطبعة العربية - ٢٠٠٨ م.
(٣) انظر: اليهود في القرآن (ص: ٨١٥) المؤلف: سيد سابق, الناشر: دار الفتح للإعلام العربي القاهرة, الطبعة الرابعة (١٤١٥ هـ ١٩٩٤ م).

<<  <   >  >>