للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعمد اليهود إلى بيوتهم فخربوها لكيلا ينتفع المسلمون بها, وعمدوا إلى ما لا يستطيعون نقله من أثاثهم فدمروه, وكان نخل بني النضير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصةً أعطاه الله إياه وخصه به ... (١).

وكانت هذه الحادثة من أخطر الحوادث حينما أرادوا قتل خير البرية محمد - صلى الله عليه وسلم - , وهي تبين لنا موقف اليهود من الرسل والأنبياء والصالحين, أنهم يمارسون معهم التكذيب والقتل, وهذا هو الخُلق المتجسد فيهم, وقد توعدهم الله بسبب ذلك بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (٢).

ثانياً: نقض العهد من قبل يهود بني قريظة:

اليهود طباعهم واحدة, فقد قام يهود بنو قريظة بنقض العهد بعد بني النضير بعام واحد, ولم يتعظ بنو قريظة بما وقع لإخوانهم بني النضير, فلجئوا بعد عام واحد إلى ما وقع فيه بنو النضير من غدر وخيانة, فحصل لهم مثل ما حصل لإخوانهم اليهود.

ثالثاً: نقض يهود خيبر للعهود:

ثم حصل النقض للعهد من يهود خيبر حينما صالحهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , واشترط عليهم في عقد الصلح ألا يكتموا ولا يُغيبوا شيئاً, فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد (٣) , فحصل منهم النقض للذي تم بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فوقع لهم بسبب ذلك ما وقع من العقاب المعروف في غزوة خيبر في السنة السابعة للهجرة, وتفاصيل ذلك معروف في مواطنه من كتب السيرة النبوية.

خلاصة ما سبق:

إن الخطاب القرآني من الله سبحانه وتعالى فيه البيان الشافي الذي يوضح فيه مواقف أهل الكتاب المتتالية في كل مرة بأنهم سينبذون كل عهد وميثاق ويطرحونه, وهذه الصفة الذميمة أصبحت من أخلاقهم الثابتة في كل زمانٍ ومكان, فالسامري نبذ وأخلف ما كان بينه وبين موسى - عليه السلام - من العهد


(١) انظر: أيسر التفاسير لأسعد حومد, (١/ ٥٠٠٦) مرجع سابق.
(٢) سورة آل عمران الآية: (٢١).
(٣) انظر: زاد المعاد في هدي خير العباد, (٣/ ١٢٩) المؤلف: محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله
الناشر: مؤسسة الرسالة مكتبة المنار الإسلامية - بيروت, الطبعة الرابعة عشرة: ١٤٠٧ هـ ١٩٨٦ م.
تحقيق: شعيب الأرناؤوط عبد القادر الأرناؤوط.

<<  <   >  >>