للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الليبرالية) للإشارة إلى اليهودية الإصلاحية التي حاولت أن تحتفظ بشيء من التراث. كما استُخدم المصطلح نفسه للإشارة إلى حركة دينية أسسها كلود مونتفيوري في إنجلترا عام ١٩٠١ م وكانت متطرفة في محاولاتها الإصلاحية, أما مصطلح (اليهودية التقدمية) فهو مصطلح عام يشير إلى التيارات الإصلاحية كافة (١).

واليهود المحافظون والإصلاحيون هم الذين طوروا بعض الممارسات والشعائر الدينية اليهودية, ويمثلهم يهود أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية" (٢).

فتبين من خلال ما سبق أن الحركة الإصلاحية تسعى سعيها الدؤوب لتعديل نصوص الكتاب المقدس بما يلائم قيم المجتمعات الأوربية الحديثة.

ج- اليهودية المحافظة:

وهي فرقة دينية يهودية حديثة نشأت في الولايات المتحدة أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كمحاولة من جانب اليهودية للاستجابة لوضع اليهود في العصر الحديث في العالم الجديد, وهي أهم وأكبر حركة دينية يهودية في العالم، وأهم مفكريها (سولومون شختر) ولكن جذور الحركة تعود إلى ما يُسمَّى بـ (علم اليهودية) وأقطابها هم: نحمان كروكمال، وزكريا فرانكل، وهنريش جرايتس، وسولومون رابوبورت، وكلهم من المفكرين اليهود الأوربيين في القرن التاسع عشر. واليهودية المحافظة جزء من الفكر الرومانسي الغربي، وخصوصاً الألماني, وهي ليست مدرسة فكرية ولا حتى فرقة دينية محددة المعالم بقدر ما هي اتجاه ديني عام وإطار تنظيمي يضم أبرشيات وحاخامات، يسمون أنفسهم (محافظين)، ويسميهم الآخرون كذلك. فالمفكرون المحافظون يختلفون فيما بينهم حول أمور مبدئية مثل الوحي وفكرة الإله، كما يختلفون بشأن الأمور الشعائرية، ولم ينجحوا في التوصل إلى برنامج محدَّد موحَّد, وهم يرفضون ذلك بحجة أنهم ورثة اليهودية الحاخامية ككل، وبالتالي فلابد أن تُترَك الأمور لتتطور بشكل عضوي طبيعي. وفكرة التطور العضوي من الداخل إحدى الأفكار الرومانسية الأساسية, ومع هذا، فإن ثمة أفكاراً أساسية تربط أعضاء هذه الفرقة التي تُشكِّل على مستوى من المستويات ردة فعل لليهودية الإصلاحية أكثر من كونها ردة فعل لليهودية الأرثوذكسية, فقد اكتسحت اليهودية الإصلاحية يهود الولايات المتحدة ابتداءً من منتصف القرن التاسع, حتى أنه مع


(١) انظر: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية, (١٥/ ٢١) مرجع سابق.
(٢) انظر: الموسوعة العربية العالمية, الإصدار الأول.

<<  <   >  >>