للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم بعد ذلك ركب وسار الى عرفات، ولما قرب من الصخرات الكبار استقبل القبلة ووقف على راحلته وأخذ في الدعاء، والتضرع، والابتهال إلى أن غربت الشمس، ثم سار وقال: "عرفات كلها موقف لا يخص مكان دون مكان"، وكان في حالة الدعاء قد رفع يديه، نحو صدره كالسائل المسكين.

ومن جملة ما حفظ عنه من دعوات ذلك الموقف "اللهم لك الحمد الذي نقول، وخير مما نقول، اللهم لك صلاتى، ونسكى، ومحياى، ومماتى، وإليك مآبى، ولك رب تراثى، اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر، ووسوسة الصدر، وشتات الأمر، اللهم إنى أعوذ بك من شر ما تجئ به الريح، اللهم إنك تسمع كلامى، وتعلم سرى، وعلانيتى ولا يخفى عليك شيء من أمرى، أنا البائس الفقير، المستغيث، المستجير، الوجل، المشفق المقر، المعترف بذنوبى. أسألك مسألة المسكين، وابتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته، وفاضت لك عيناه، وذل جسده ورغم أنفه لك، اللهم لا تجعلنى بدعائك رب شقيا، وكن بى رؤوفا، رحيما، يا خير المسئولين، ويا نصير المعطين" هذا الدعاء ثابت في معجم الطبراني (١).

وروى الإمام أحمد في مسنده، أن أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - في يوم عرفة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير" (٢).

وفي سنن البيهقي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أكثر دعائى، ودعاء الأنبياء في يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. اللهم اجعل في قلبى نورا، وفي سمعى نورا، وفي بصرى نورا، اللهم اشرح لي صدرى، ويسر لي أمرى، أعوذ بك من وسواس الصدر،


(١) لم نعثر عليه. وذكر صاحب منتقى الأخيار نحوه (ج ٣ ص ٦١).
(٢) رواه أحمد والترمذي وذكره صاحب الأخيار (ج ٥ ص ٦٠، ٦١)

<<  <   >  >>