للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك فإنك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم" (١).

الثامن: من الروايات أنه كان يقول بعد التكبير: "اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق والساعة حق" (٢).

وبعد هذه الأذكار يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يقرأ الفاتحة وكان يجهر بالبسملة في بعض الأوقات، ويخفيها في بعض الأوقات، وكان يقرأ مرتبا مرتلًا، ويقف عند آخر الكلمة ويقول: آمين بعد فراغ الفاتحة يجهر بها في الصلاة الجهرية، ويخفيها في السرية، ويوافقه في التأمين المقتدون بأسرهم، وكان يراعى سكتتين في الصلاة، سكتة بين التكبيرة وقراءة الفاتحة، وسكتة ثانية بين فراغه من الفاتحة وقراءة السورة.

وجاء في بعض الروايات أنه كان يسكت بين القراءة والركوع، فتكون هذه سكتة ثالثة. لكنها كانت في غاية اللطف والقلة، وكان يقرأ في صلاة الصبح بعد الفاتحة سورة مطولة مقدار ستين آية أو مائة آية، وأحيانا يقرأ سورة ق، وأحيانا يقرأ سورة الروم، وأحيانا يخفف إلى حد أنه كان يقتصر على قراءة {إِذَا زُلْزِلَتِ} وأحيانا بالمعوذتين.

وكان في السفر يقرأ أحيانا: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} وكان يقرأ في صلاة فجر يوم الجمعة سورة: {الم (١) تَنْزِيلُ} السجدة في الركعة الأولى، {هَلْ أَتَى} في الركعة الثانية، وتخصيص يوم الجمعة، بقراءة هاتين السورتين، لأنهما اشتملتا علي ذكر المبدأ والمعاد، ودخول الجنة، وهذه المعاني تكون في يوم الجمعة، لأن القيامة تكون فيه فلا جرم أن يذكر الأمة هذا المعنى بقراءة هاتين السورتين.


(١) انظر صحيح مسلم (ج ١ ص ٥٣٤ - ٥٣٦)، والنسائي (٢/ ١٢٩) في الافتتاح، باختلاف عما أورده المصنف.
(٢) انظر نيل الأوطار للشوكاني (٢/ ١٢٩) وما بعدها.

<<  <   >  >>