للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما أنه كان يقرأ المحافل الكبار، والمجامع المعظمة سورة ق، واقتربت، وأمثال ذلك. وأما صلاة الظهر فكان يطولها بحيث أنه كان في بعض الأحيان بعد إقامة صلاة الظهر، يسير الماشى إلى قباء، ويرجع إلى الصلاة، ولم يكن يركع في الركعة الأولى، وكان يقرأ أحيانا في الركعة الأولى، مقدار {الم (١) تَنْزِيلُ} السجدة، وحينا {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، أو {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} أو والليل، أو الانشقاق، أو والطارق، وما أشبه ذلك.

وأما صلاة العصر فكانت مقدار نصف صلاة الظهر في الطول، وأحيانا أخف من ذلك، وأما صلاة المغرب فكان يطولها أحيانًا بحيث أنه كان يقرأ سورة الأعراف في الركعتين، يقرأ في كل ركعة نصفًا، وحينا يقرأ الصافات، وسورة حم الدخان، وحينا سبح اسم ربك الأعلى، وحينًا والتين، وحينًا المعوذتين، وحينًا المرسلات، وحينًا قصار المفصل. وقد صحت الروايات بهذا المجموعة، والسنة أن لا يواظب على نمط واحد من تطويل، وتقصير، بل يطول حينًا، ويقصر حينًا بحسب الحال والوقت (١).

وأما صلاة العشاء فقد عين لمعاذ سورة والشمس، وسبح اسم ربك الأعلى، أو والليل، ومنعه من قراءة البقرة ونحوها وزجره، وقال له صلى الله عليه وسلم: "أفتان أنت يا معاذ؟ " (٢). وفى بعض الأحاديث عين له والسموات، يعنى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}، والبروج، والطارق.

وأما صلاة الجمعة فإنه كان يقرأ في الأول سورة الجمعة. وفي الثانية سورة المنافقين، وحين التخفيف يقرأ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، والغاشية، وأما قراءة آخر سورة الجمعة في الركعة الأولى، وآخر سورة المنافقين في الثانية فمخالف للسنة.

وأما صلاة العيد، فكان يقرأ فيها سورة ق، وسورة اقتربت، وقد يقرأ


(١) ورد ما أشار إليه المصنف في كتب السنة انظر على سبيل المثال: صحيح البخاري في كتاب الأذان، باب (١٠٧) حديث رقم (٧٧٦ - ج ٢ ص ٣٦٠)، ومسلم في الصلاة، باب القراءة في الظهر والعصر (ج ١ ص ٣٣٣)، وأبي داود في كتاب الصلاة باب القراءة في الظهر (ج ١ ص ٢١٢) والنسائي (ج ٢ ص ١٦٥).
(٢) متفق عليه رواه البخاري ومسلم، وأورده الشوكاني في نيل الأوطار (ج ٢ ص ٢٣٥).

<<  <   >  >>