للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنواع الصفات التي تكلم عنها الشيخ من حيث تعلقها بذات الله وأفعاله:-

قسم العلماء صفات الله تعالى إلى قسمين:

١ - صفات ذاتية.

٢ - صفات فعلية.

قال الإمام أبو حنيفة - رحمه الله -: "لم يزل، ولا يزال بأسمائه، وصفاته الذاتية والفعلية" (١).

فأما الصفات الذاتية فهي التي لا تنفك عن الله سبحانه، كالعلم، والحياة والقدرة، والسمع، والبصر، ... إلخ، وأما صفات الفعل فهي ما تعلق بمشيئة الله وقدرته، كالنزول، والاستواء، والمجيء، ونحو ذلك (٢).

وقد تكون الصفة ذاتية وفعلية باعتبارين، كصفة الكلام، فإنه باعتبار أصله صفة ذاتيه؛ لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلماً، وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية لأن الكلام يتعلق بمشيئته، يتكلم متى شاء، كما شاء، كما قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢)} يس: ٨٢ (٣).

وهذا التقسيم أصل متفق عليه بين السلف، كما دلت نصوص الكتاب والسنة، وقد بين ذلك الشيخ ابن سعدي:، فقال: "ومن الأصول المتفق عليها بين السلف، التي دلت عليها النصوص، أنّ صفات الباري قسمان: صفات ذاتية لا تنفك عنها الذات، كصفة الحياة، والعلم، والقدرة، ... ، وصفات فعلية تتعلق بها أفعاله في كل وقت وآن وزمان، ولها آثارها في الخلق والأمر ... " (٤).


(١) كتاب الفقه الأكبر لأبي حنيفة، مع شرحه لملا علي قاري الحنفي (ص ٢٥).
(٢) ينظر: مجموع الفتاوى (٦/ ٢١٧) وما بعدها، الإيمان لمحمد نعيم ياسين (ص ٣٤).
(٣) ينظر: القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى لابن عثيمين (ص ٢٥).
(٤) ابن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة للعباد (ص ١٢٦)، نقلاً عن الحق الواضح المبين لابن سعدي، باختصار، وينظر عن هذا التقسيم: الأسماء والصفات للبيهقي (١/ ١٨٨ - ١٨٩)، شرح العقيدة الطحاوية (١/ ٩٦)، الكواشف الحلية عن معاني الواسطية للسلمان (ص ٤٢٩)، القواعد المثلى لابن عثيمين (ص ٢٥).

<<  <   >  >>