(٢) وقد نزغ بذلك بعض أهل الضلال من حلولية الجهمية, والصوفية كما جاء ذلك في "فصوص ابن عربي", و"فتوحاته المكية", وممن ذهب إلى ذلك -أيضا-: ابن سبعين, والحلاج, وغيرهم من أرباب أهل الحلول والاتحاد؛ ولهذا يروى عن بعضهم أنه قال: ما في الجبة إلا أنا, وما في الجبة إلا الله -تعالى الله عن ذلك-. والتفت أحدهم إلى تلاميذه, وقال: لا إله إلا أنا .. فاعبدون. -تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا-؛ لأنه يزعم أن الله حال في ذاته. ينظر: شرح الفتوى الحموية، د. حمد بن عبد المحسن بن أحمد التويجري (ص ٣٩٤). (٣) ينظر: مجموع الفتاوى (٢/ ٢٩٨)، الجواب الصحيح (٣/ ٣٦٦). (٤) هي فرقة من فرق النصارى قالوا إن مريم لم تلد الإله إنما ولدت الإنسان وأن الله لم يلد الإنسان إنما ولد الإله، وموطنها في الموصل والعراق وخراسان، وهم منسوبون إن نسطور وكان بطريركا في القسطنطينية. ينظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم (١/ ٤٩). (٥) المخالفين لمنهج السلف في مسألة العلو يقولون بأحد قولين حينما يسئلون عن علو الله سبحانه وتعالى، فبعضهم يقول: الله في كل مكان، وبعضهم يقول: إن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه! والحقيقة أن هذين القولين باطلان، أما من يقول: إن الله في كل مكان ... فلا شك أن هذا القول ينبت منه الحلول الباطل ... وحقيقته في النهاية الانتهاء إلى إنكار وجود الله؛ لأن معنى ذلك أنه سبحانه وتعالى ليس له ذات متميزة ... وبهذا استدل الأئمة رحمهم الله تعالى، وبينوا به بطلان مذاهب الحلول. ينظر: شرح كتاب لمعة الاعتقاد، د. عبد الرحمن المحمود (٦/ ٣) المكتبة الشاملة. (٦) ينظر: التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرية لابن مهدي (ص ٢٥٢)، والتدمرية تحقيق د. محمد السعوي (ص ١٠٧).