للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثالث

جهوده في الرد على آخرين.

- جمال الدين الأفغاني.

قال الشيخ - رحمه الله -: " جمال الدين الأفغاني من الرجال الذين اشتهروا بين الناس بالإصلاح والنهوض بالأمم الإسلامية وبعث الوعي فيهم وإيقاظهم من رقدتهم وقد اختلف الكاتبون من حياته في تقديره ذماً ومدحاً وثناءً وقدحاً فمنهم من أحسن الظن به فأثنى عليه وأعلى من شأنه وعده من كبار المصلحين المخلصين للإسلام والمسلمين الذين أيقظوا الشعوب ليحرروا بلادهم من براثن الاستعمار وذل الاستعباد، ومنهم من أساء الظن به فرماه بالماسونية والمكر والخداع ووصمه بالكفر والإلحاد والسعي في تفويض العروش والكيد للإسلام والقضاء على الخلافة الإسلامية شأنه في ذلك شأن غيره ممن حظي بشهرة في جانب الحياة من أنصاره ومن يواليه وخصومه ومن يناوئه ويعاديه ... " (١).

فالشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - لم يجزم في كلامه السابق بمدح جمال الدين الأفغاني ولا ذمه، لأن ما استند عليه في الحكم على الأفغاني بالماسونية، فيه تردد وشكوك وتخمين وظنون لا تنهض للقطع بالحكم على الرجل.


(١) مجموعة مؤلفات الشيخ (ص ٢٠٨).

<<  <   >  >>