للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - البريلوية.

يرد الشيخ - رحمه الله - على دعوى فرقة (البريلوية) الذين يعتقدون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ظل له، فيقول: " هذا القول باطل مناف لنصوص القرآن والسنة الصريحة الدالة على أنه صلوات الله وسلامه عليه بشر لا يختلف في تكوينه البشري عن الناس وأن له ظلاً كما لأي إنسان، وما أكرمه الله به من الرسالة لا يخرجه من وصفه البشري الذي خلقه الله عليه من أم وأب، قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} الكهف: ١١٠، وقال تعالى: {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} إبراهيم: ١١؛ أما ما يروى من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلق من نور الله (١) فهو حديث موضوع" (٢).

البريلوية: هي فرقة صوفية نشأت في الهند أيام الاستعمار البريطاني.

ومؤسسها: أحمد رضا خان بن تقي علي خان (١٢٧٢ - ١٣٤٠ هـ) والذي سمى نفسه عبد المصطفى.

ولد أحمد رضا خان في بلدة "بريلي" بولاية "اترابرديش"، وتتلمذ على المرزا غلام قادر بيك الشقيق الأكبر للميرزا غلام أحمد القادياني، كما زار مكة (١٢٩٥ هـ) وقرأ على بعض المشايخ فيها. كان نحيل الجسم مصاباً بأمراض مزمنة فكان حاد المزاج، شديد الغضب، بذيء اللسان. له عدد من المؤلفات منها "أنباء المصطفى"، و"خالص الاعتقاد"، و"مرجع الغيب"، وله ديوان شعر "حدائق بخشش" (٣).


(١) ورد في الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للكنهوي من حديث عبد الله بن جابر بن عمرو الأنصاري (ص ٤٢)، قال الحافظ السيوطي في الحاوي للفتاوى (١/ ٣١٢): "ليس له إسناد يعتمد عليه" اهـ، وهو حديث موضوع جزمًا، وفيه اصطلاحات المتصوفة، وهذا الحديث هو عمدة الصوفية فيما زعموه واعتقدوه ونشروه أن الرسول هو قبة الكون، وهو أول الوجود، وأنه جزء من نور الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيراً، وأن كل المخلوقات خلقت بأجزاء منه.
(٢) فتاوى اللجنة (١/ ٤٦٤).
(٣) بحوث ودراسات في المذاهب والتيارات (ص ١٥٠).

<<  <   >  >>