للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - الثنوية.

قال الشيخ - رحمه الله -: " الثنوية: طائفة تزعم أن النور والظلمة أزليان قديمان فنسبت إلى الاثنين" (١).

التثنية والثنوية: عقيدة للمجوس -يعتقدون- أن العالم له إلهين الظلمة والنور. ويعتقدون أن النور والظلمة أزليان قديمان بخلاف المجوس فإنهم قالوا بحدوث الظلام وبتساويهما في القدم واختلافهما في الجوهر والطبع والفعل والحيز والمكان والأجناس والأبدان والأرواح (٢).

والثنوية مذهب ديني فلسفي قديم يمثل أحد أطوار الديانة المجوسية، شاع في بلاد فارس قبل النصرانية وبعدها، وانتسبت إليه فرق تحمل أسماء أصحابها، ومن أقدمها الزرادشتية والديصانية والمانوية والمزدكية.

ويقوم مذهب الثنوية على أساس أن العالم مركب من أصلين قديمين أزليين وممتزجين هما: النور والظلمة، ويختلفان في الجوهر والطبع والصفات والفعل، فجوهر النور: الصفاء والنقاء والجمال، وجوهر الظلمة: القبح واللؤم. وفعل النور: الخير والصلاح، وفعل الظلمة: الشر والفساد والفوضى.

إلا أن طوائف الثنوية تختلف في تقرير طريقة هذا الامتزاج، ولم يتأثر من المسلمين بالثنوية إلا قلة اتهمت بالزندقة (٣).


(١) تعليق الشيخ على الإحكام (١/ ١١٣).
(٢) ينظر: الملل والنحل للشهرستاني (١/ ٢٨٥)، معجم ألفاظ العقيدة (ص ٨٤).
(٣) ينظر: الموسوعة الميسرة (٢/ ١٠٣٢)، والملل والنحل للشهرستاني (١/ ٢٩٠ - ٢٩٩).

<<  <   >  >>