للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع تفويض العلم بكيفيتها إلى الله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل ... ولا يلزم من ذلك تشبيه الله بعباده ... مع الكف عن الخوض في كنهها ... إلخ" (١).

يقول عنه فضيلة الدكتور عبد الله بن حافظ الحكمي: " لقد كان - رحمه الله - أي الشيخ عبد الرزاق عفيفي- واسع العلم بمسائل العقيدة، شديد التمسك بمذهب السلف الصالح مع المعرفة التامة بالملل والنحل المختلفة وأصولها التي تصدر عنها، عالماً بعورها ومواطن دحضها. لقد كان - رحمه الله - شديد الإعجاب بشيخ الإسلام ابن تيمية، كثير الرجوع إلى مؤلفاته، وكان مما سمعته منه: "لم أر لدى أكثر المؤلفين في العصور المتأخرة جديداً، بل تكرار لما ذكره من سبقهم سوى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - فإنك تجد في مؤلفاته الكثير منه ولا يتغير فيه شيء"" (٢).

خامساً: مذهبه الفقهي.

يعد الشيخ - رحمه الله - مالكي المذهب (٣)، ولكنه صاحب عقل راجح، وفكرٍ مستنير، لم يكن - رحمه الله - يتعصب للمذهب المالكي ولا لغيره، بل كان يكره التعصب والهوى ولا ينتصر لغير الدليل.

لذا فإنه لم يقف في دراسته الفقهية عند حدود مذهب بعينه بل خرج عن هذا الإطار المحدد إلى الدراسة الواسعة الشاملة كما أننا نجد له في ثنايا فتاواه وكتاباته اختيارات من مختلف المذاهب الإسلامية وأحياناً يخرج عنها إلى اجتهاده ويدعمه بالدليل والبرهان.

وبالجملة فقد كان - رحمه الله - غاية في معرفة المذاهب وأقوال الفقهاء لا يقلد أحداً، وإنما يتبع ما يراه موافقاً للدليل (٤) (٥).


(١) ينظر: مجموعة ملفات الشيخ (ص ١٤٦) وما بعدها.
(٢) ينظر: مجلة الدعوة العدد (١٤٦٣) بتاريخ ١٥/ ٥/١٤١٥ هـ الموافق ٢٠ أكتوبر ١٩٩٤ م.
(٣) منح شهادة التخصص في فقه المالكية والأصول سنة (١٣٥٥ هـ).
(٤) ينظر: الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي .. (١/ ١٢١ - ١٢٢) (٢/ ٦٩١).
(٥) للشيخ - رحمه الله - مجموعة من الأبحاث الفقهية، منها:
١ - حكم البيع في البورصة: مذكرة كتبها باسم اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
٢ - وجهة نظر في تحديد نهاية ذبح هدي التمتع والقران.
٣ - الوقوف بعرفة والنزول بمزدلفة.
٤ - عدد صلاة التراويح.
٥ - تقرير عن كتاب "الكافي" لابن عبد البر.
٦ - تقرير عن كتاب "فقه السنة" لسيد سابق.

<<  <   >  >>