سلك الشيخ - رحمه الله - في تقرير مسائل الاعتقاد منهج أهل السنة والجماعة، فالشيخ - رحمه الله - سلفي النزعة شديد الاعتماد على الكتاب والسنة والأثر؛ ويستطيع القارئ لهذا البحث -إن شاء الله- أن يستنتج سمات منهج الشيخ العقدي، والتي يمكن إجمالها فيما يلي:
أولاً: انتسابه إلى مذهب السلف دون غيرهم من الفرق.
فالهداية التامة والمعرفة الصادقة لا تتم إلا باتباع سلف الأمة رضوان الله عليهم (١)، وبهذا نعلم أن الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - وإن كان تخصص في المذهب المالكي في الفروع وتخرج من جامعة الأزهر، والغالب على الجامعة في عصره السير على منهج المدرسة الأشعرية، إلا أن الشيخ - رحمه الله -، لم يكن متعصباً لأشياخه وأصحاب مذهبه، بل كان صاحب اجتهاد واطلاع واسع مكّنه من الخروج من ربقة التقليد الأعمى إلى النظر في الدليل واتباع الحق، وقد شُهد له بذلك، بل نجده ينتقد بعضهم كالآمدي والجلالين وغيرهم ممن لم ينتسب إلى مذهب السلف.
ثانياً: الالتزام بنصوص الكتاب والسنة، في أصول الدين وفروعه، وجعلها الميزان الذي توزن به الأقوال والأفعال.
سار السلف - رضي الله عنهم - في تقرير العقيدة على التمسك بما جاء في الكتاب والسنة، لعلمهم أنه لا حياة للقلوب ولا سعادة ولا طمأنينة إلا بذلك، كما قال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} الأنفال: ٢٤، فيجب التسليم والالتزام بما في الكتاب والسنة.
(١) ينظر: توحيد الألوهية لابن تيمية ضمن مجموع الفتاوى (١/ ٣٧٥)، تحريم النظر في كتب الكلام لموفق الدين ابن قدامة المقدسي (١/ ٤٢)، ذم التأويل لعبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي أبو محمد (١/ ٣٥).