للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢ - السحر]

يعرف الشيخ - رحمه الله - السحر بقوله:

" أما السحر: فهو في اللغة: كل ما دقّ، ولطف، وخفي سببه؛ فيشمل قوة البيان، وفصاحة اللسان، لما في ذلك من لطف العبارة، ودقة المسلك، ويشمل النميمة لما فيها من خفاء أمر النمام، وتلطفه في خداع من نمّ بينهما ليتم له ما يريد من الوقيعة، ويشمل العزائم العقد التي يعقدها الساحر، وينفث فيها مستعيناً بالأرواح الخبيثة من الجنّ، فيصل بذلك في زعمه إلى ما يريد من الأحداث والمكاسب" (١).

والسحر كما بين الشيخ - رحمه الله -: كل ما دق، ولطف، وخفي سببه (٢).

وقد عُرف بتعاريف متعددة، منها:

- صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره (٣).

- كل أمر يخفى سببه، ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع (٤).

- هو إخراج الباطل في صورة الحق (٥). وغير ذلك.

أما التعريف الاصطلاحي للسحر فهو:

عزائم (٦) ورقى (٧) وعقد (٨) تؤثر في الأبدان والقلوب، فيُمرض ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه، ويأخذ أحد الزوجين عن الآخر (٩).


(١) مذكرة التوحيد (٦٠ - ٦١).
(٢) ينظر: معجم الصحاح (٢/ ٦٧٩)، لسان العرب (٤/ ٣٤٨)، القاموس المحيط (٢/ ٤٥).
(٣) ينظر: تهذيب اللغة للأزهري (٢٨٢ - ٣٧٠).
(٤) ينظر: المعجم الوسيط (١/ ٤١٩).
(٥) ينظر: معجم مقاييس اللغة (٣/ ١٣٨).
(٦) العزائم: هي الرقى، وعزم الراقي: كأنه أقسم على الداء، والعزيمة من الرقى التي يعزم بها على الجن والأرواح، وعزائم القرآن: الآيات التي تقرأ على ذوي الآفات لما يرجى من البرء بها.
ينظر: المعجم الوسيط لعدة مؤلفين منهم أحمد الزيات (٢/ ٥٩٩)، تاج العروس للزبيدي (٣٣/ ٨٩)، لسان العرب (١٢/ ٤٠٠).
(٧) الرقى: رقى الراقي رقية ورقياً: إذا عوذ ونفث في عوذته.
ينظر: لسان العرب (١٤/ ٣٣٢).
(٨) العقد: هو عقد الخيط التي تنفث فيها السواحر فقد فسر ابن قدامة ذلك بقوله: السواحر اللاتي يعقدن في سحرهن، وينفثن في عقدهن.
ينظر: الكافي لابن قدامة (٤/ ١٦٦).
(٩) ينظر: الكافي في فقه الإمام أحمد بن حنبل، لابن قدامة المقدسي (٤/ ١٦٤).
وقد نقل هذا التعريف عن ابن قدامة بعض المؤلفين منهم:
١ - الشيخ منصور البهوتي في شرح منتهى الإرادات (٣/ ٣٩٤).
٢ - سلمان بن عبد الله بن محمد بن عبدالوهاب في تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد (ص ٣٨٢).
٣ - حمد بن علي بن عتيق في إبطال التنديد باختصار شرح التوحيد (ص ٧٩).
٤ - الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد (ص ٢٨٥).

<<  <   >  >>