ويبين الشيخ - رحمه الله - الفرق بينهما، فيقول: " وبذلك يتبين الفرق بين المعجزة والسحر:
١ - فالمعجزة ليست من عمل النبي، وكسبه. إنما هي خلق محض من الله تعالى على خلاف سنته في الكائنات.
وأما السحر: فمن عمل الساحر، وكسبه سواء أكان تعويذات، أم بياناً، أم نميمة، أم غير ذلك، وله أسبابه ووسائله التي قد تنتهي بمن عرفها ومهر فيها، واستعملها إلى مسبباتها، فليس خارقاً للعادة، ولا مخالفاً لنظام الكون في ربط الأسباب بمسبباتها، والوسائل بمقاصدها.
٢ - والمعجزة: تظهر على يد مدَّعي النبوة لتكون آية على صدقه في رسالته التي بها هداية الناس من الضلالة، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، والأخذ بأيديهم إلى ما ينفعهم في عقائدهم, وأخلاقهم، وأبدانهم، وأموالهم.
أما السحر: فهو خلق ذميم، أو خرافة، أو صناعة يموه بها الساحر على الناس، ويضللهم، ويخدعهم بها عن أنفسهم، وما ملكت أيديهم، ويتخذها وسيلة لكسب العيش من غير حله، ويفرق بها بين المرء وزوجه، والصديق وصديقه، وبالجملة يفسد بها أحوال الأمة بخفاء، والناس عنه غافلون.
٣ - سيرة من ظهرت على يده المعجزة حميدة، وعاقبته مأمونة، فهو صريح في القول والفعل، صادق اللهجة، حسن العشرة، سخي، كريم، عفيف عما في أيدي الناس، يدعو إلى الحق، وينافح دونه بقوة وشجاعة.