للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٥ - عبادة الأصنام]

يقرر الشيخ - رحمه الله -: " بأنه ليس للأصنام من صفات الربوبية والجلال والكمال ما يوجب عبادتها آلهة، فكان تسميتها بذلك كذباً وزوراً، لذا ذمهم الله وأنكر عليهم هذه التسمية بقوله: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (٢٣)} النجم: ٢٣، وبين سبحانه أنها مجرد أسماء لا حقيقة لها وليس من العقل أو النقل سلطان يصفها" (١).

"وقوله - عز وجل -: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ} النجم: ٢٣، قال الله منكراً عليهم فيما ابتدعوه وأحدثوه من الكذب والافتراء والكفر من عبادة الأصنام وتسميتها آلهة {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ}،أي من تلقاء أنفسكم، {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ}، أي من حجة {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ}، أي ليس لهم مستند إلا حسن ظنهم بآبائهم الذين سلكوا هذا المسلك الباطل قبلهم وإنما عبدوا هذه الأصنام بظن منهم أنها تنفع وتضر وسموها آلهة؛ (ولما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة وكانت بها العزى فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال: (ارجع فإنك لم تصنع شيئا) فرجع خالد فلما أبصرته السدنة وهم حجبتها أمعنوا في الحيل وهم يقولون يا عزى يا عزى فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحثو التراب على رأسها فغمسها بالسيف حتى قتلها ثم رجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال (تلك العزى) (٢)، وقد بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغيرة بن شعبة وأبا سفيان صخر بن حرب إلى صنم اللات فهدماها


(١) ينظر: الإحكام في أصول الأحكام (١/ ١٠٦).
(٢) أخرجه النسائي في السنن الكبرى في كتاب التفسير باب {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} برقم (١١٤٨٣)، وأبي يعلى في مسنده (٢/ ١٩٧) برقم (٩٠٢)، قال صاحب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد نور الدين الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ يَحْيَى بْنُ الْمُنْذِرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ، (٦/ ١٧٦)، وحسنه الشيخ مقبل الوادعي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين برقم (٥٣٣).

<<  <   >  >>