للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - السحر (١):

أ- تعريف السحر:

يعرف الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - السحر، بقوله: "السحر في اللغة: عبارة عما خفي ولطف سببه؛ وفي الاصطلاح: السحر: عزائم ورقى" (٢).

والسحر في اللغة:

السحر في اللغة يدور حول عدة معانٍ؛ فيطلق على كل ما لطف مأخذه ودق، وقيل أصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره، وقيل في معنى قوله تعالى: {فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (٨٩)} المؤمنون: ٨٩: فأنى تصرفون (٣).

وفي الاصطلاح:

اختلفت تعريفات العلماء للسحر لكثرة أنواعه، وقد أشار الشافعي - رحمه الله - إلى ذلك بقوله: "والسحر اسم جامع لمعان مختلفة" (٤)، كما أوضح هذا الاختلاف الشيخ محمد الأمين الشنقيطي بقوله: " اعلم أن السحر في الاصطلاح لا يمكن حده بحد جامع مانعاً


(١) وجه إدخال السحر في أبواب التوحيد أن كثيراً من أقسامه لا يتأتى إلا بالشرك، والتوسل بالأرواح الشيطانية إلى مقاصد الساحر، فلا يتم للعبد توحيد حتى يدع السحر كله قليله وكثيره. ولهذا قرنه الشارع بالشرك، فالسحر يدخل في الشرك من جهتين: من جهة ما فيه من استخدام الشياطين ومن التعلق بهم، وربما تقرب إليهم بما يحبون ليقوموا بخدمته ومطلوبه. ومن جهة ما فيه من دعوى علم الغيب، ودعوى مشاركة الله في علمه وسلوك الطرق المفضية إلى ذلك، وذلك من شعب الشرك والكفر.

وفيه أيضا من التصرفات المحرمة والأفعال القبيحة كالقتل والتفريق بين المتحابين والصرف والعطف والسعي في تغيير العقول، وهذا من أفظع المحرمات، وذلك من الشرك ووسائله، ولذلك تعين قتل الساحر لشدة مضرته وإفساده.
القول السديد في مقاصد التوحيد (١/ ١٠٦)
(٢) ينظر: فتاوى اللجنة (١/ ٥٤٤، ٥٤٧).
(٣) ينظر: معجم المقاييس (٣/ ١٣٨)، لسان العرب (٤/ ٤٣٨)، ترتيب القاموس المحيط على طرقة المصباح المنير وأساس البلاغة للأستاذ الطاهر أحمد الزاوي (٢/ ٥٢٨)، أعلام الحديث للخطابي (ص ١٠٣٥)، والمفردات في غريب القرآن للأصفهاني (ص ٢٢٥).
(٤) الأم (١/ ٣١٩).

<<  <   >  >>