للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناذر للمخلوقات، فإن كليهما شرك. والشرك ليس له حرمة، بل عليه أن يستغفر الله من هذا، يقول ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من حلف باللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله) (١) (٢).

وقال الشيخ صنع الله الحلبي الحنفي (٣) - في الرد على من أجاز الذبح والنذر للأولياء- فهذا الذبح والنذر إن كان على اسم فلان فهو لغير الله، فيكون باطلاً. وفي التنزيل قال تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} الأنعام: ١٢١، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢)} الأنعام: ١٦٢. والنذر لغير الله إشراك مع الله، كالذبح لغيره. وفي الصحيح (٤) عن عائشة - رضي الله عنها -:أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه) (٥).


(١) أخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩)} النجم: ١٩، برقم (٤٨٦٠)، مسلم في كتاب الحظر والإباحة، باب ذكر الأمر بالصدقة لمن قال هجراً في كلامه، رقم الحديث (٥٨٢٢).
(٢) ينظر: فتح المجيد (١٨١ - ١٨٢).
(٣) هو صنع الله بن جعفر العماري، كان عالماً بأنواع العلوم، وكان مؤلفاً في التفسير قد صنف الحاشية على أوائل تفسير الكشاف والحاشية على تفسير البيضاوي وهي كبرى وصغرى وجمعها من ثمان عشرة حاشية، وكانت وفاته في شهر صفر سنة إحدى وعشرين وألف. ينظر: طبقات المفسرين للأدنروي (١/ ٤١٢).
(٤) أخرجه البخاري في كتاب الأيمان والنذور، باب النذر في الطاعة برقم (٦٦٩٦).
(٥) ينظر: سيف الله على من كذب على أولياء الله للشيخ صنع الله الحلبي (ص ١١)، فتح المجيد (١٧١ - ١٧٣).

<<  <   >  >>