للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- اختصاصه - صلى الله عليه وسلم - بأنه خاتم (١) النبيين.

قال الشيخ - رحمه الله -: "في معناه ما رواه الإمام أحمد والترمذي والحاكم من طريق أنس، قال - صلى الله عليه وسلم -: (إن الرسالة والنبوة قد انقطعت؛ فلا رسول بعدي ولا نبي) (٢) الحديث، وفي آخر عند أحمد بلفظ: (لا نبوة بعدي إلا المبشرات) (٣) الحديث، وقد صح في ذلك المعنى أحاديث بلغت درجة التواتر" (٤).

قال ابن كثير - رحمه الله -: " وقوله تعالى: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} الأحزاب: ٤٠، كقوله عز وجل {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} الأنعام: ١٢٤، فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بعده بالطريق الأولى والأحرى لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة فإن كل رسول نبي ولا ينعكس وبذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حديث جماعة من الصحابة ن فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي قال فشق ذلك على الناس فقال ولكن المبشرات قالوا يا رسول الله وما المبشرات قال رؤيا الرجل المسلم وهي جزء من أجزاء النبوة) (٥) وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مثلي ومثل النبيين كمثل رجل بنى دارا فأتمها إلا لبنة واحدة فجئت أنا فأتممت


(١) يقال: خاتم بفتح التاء وكسرها وقد قرئ بهما، والفتح بمعنى الختام والانتهاء، والمعنى أنه انتهاء النبيين فهو كالخاتم والطابع الذي يكون عند الانتهاء. والكسر بمعنى أنه خاتمهم يعني جاء آخرهم فلم يبق بعده نبي، فيه انتهت النبوة والرسالة - صلى الله عليه وسلم -.
ينظر: مختار الصحاح (١/ ٧١)، ولسان العرب (١٢/ ١٦٥).
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم (١٣٤١٢)، والترمذي في كتاب الرؤيا باب ذهبت النبوة وبقيت المبشرات برقم (٢٢٧٢)، قال الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي برقم (٢٢٧٢) صحيح الإسناد.
(٣) أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم (٢٣٢٨٣)، قال الألباني في إرواء الغليل (٨/ ١٢٩): إسناده صحيح.
(٤) الإحكام في أصول الأحكام (٣/ ١٥١ - ١٥٢).
(٥) أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم (١٣٤١٢)، والترمذي في كتاب الرؤيا باب ذهبت النبوة وبقيت المبشرات برقم (٢٢٧٢)، قال الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي برقم (٢٢٧٢) صحيح الإسناد.

<<  <   >  >>