للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يخبر به عنه؛ وهذا مما تدخله الحقيقة والمجاز، وهو حقيقة عند أصحابنا، وأما اتصافه بذلك؛ فسواء كان صفةً ثبوتَّيةّ وراء القدرة أو إضافية؛ فيه من الكلام ما تقدم" (١).

وقال في موضع آخر: "والله تعالى لا يوصف بشيء من مخلوقاته، بل صفاته قائمة بذاته، وهذا مطرد على أصول السلف وجمهور المسلمين من أهل السنة وغيرهم، ويقولون: إن خلق الله للسماوات والأرض ليس هو نفس السماوات والأرض، بل الخلق غير المخلوق، لا سيما مذهب السلف والأئمة وأهل السنة الذين وافقوهم على إثبات صفات الله وأفعاله" (٢).

وقال في موضع ثالث: "ولهذا كان مذهب جماهير أهل السنة والمعرفة -وهو المشهور عند أصحاب الإمام أحمد وأبي حنيفة وغيرهم من المالكية والشافعية والصوفية وأهل الحديث وطوائف من أهل الكلام من الكرامية وغيرهم- أن كون الله سبحانه وتعالى خالقاً ورازقاً ومحيياً ومميتاً وباعثاً ووارثاً ... وغير ذلك من صفات فعله، وهو من صفات ذاته؛ ليس من يخلق كمن لا يخلق.

ومذهب الجمهور أن الخلق غير المخلوق؛ فالخلق فعل الله القائم به، والمخلوق هو المخلوقات المنفصلة عنه" (٣).

٩ - صفة الهرولة لله - عز وجل -:

يقرر الشيخ - رحمه الله - صفة الهرولة لله - عز وجل - على ما يليق به سبحانه (٤)، مستدلاً بالحديث القدسي قال الله تعالى: (إذا تقرب إليَّ العبد شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إليَّ ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني ماشياً أتيته هرولة) (٥).


(١) مجموع الفتاوى (٦/ ٢٧٢).
(٢) مجموع الفتاوى (٨/ ١٢٦).
(٣) مجموع الفتاوى (١٢/ ٤٣٥ - ٤٣٦).
(٤) ينظر: فتاوى اللجنة (٣/ ١٩٦).
(٥) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - وروايته عن ربه، برقم (٧٤٠٥، ٧٥٠٥، ٧٥٣٥)، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى، برقم (٢٦٧٥).

<<  <   >  >>