للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[- الفرق بين الرسل]

يقول الشيخ - رحمه الله -: "وأما الفرق بين الرسل في المكانة والمنزلة والتفاوت بينهم في الفضل والدرجة فهذا صحيح ورد به النص الشرعي، قال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} البقرة: ٢٥٣،وأفضلهم أولو العزم، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد عليهم الصلاة والسلام، وأفضل هؤلاء الخمسة الخليلان إبراهيم ومحمد لاختصاصهما بالخلة وهي كمال المحبة عليهم الصلاة والسلام، وأفضل الرسل على الإطلاق خاتم النبيين محمد عليهم الصلاة والسلام؛ لحديث: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع) (١)، وحديث: (أنا قائد المرسلين ولا فخر، وأنا خاتم النبيين ولا فخر ...) (٢)، وحديث: (أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة) (٣)، وأحاديث اختصاصه بالشفاعة العظمى وإقدامه عليها بعد اعتذار الأنبياء عنها، وإنقاذ الناس من هول الموقف بشفاعته لهم (٤)

وغير ذلك من الأحاديث التي وردت في تفضيله، وإجماع الأمة على ذلك" (٥).

ثم بين الشيخ - رحمه الله - الأدب عند المفاضلة بينهم، فقال: " إلاَّ أنه ينبغي للمسلم أن يتأدب مع الأنبياء فلا يخوض في التفضيل بينهم إلاَّ في مقام التعليم والإرشاد ونحو ذلك، خشية أن يجر ذلك إلى الجدل والتفاخر، وأن يكون ذريعة إلى انتقاص بعضهم، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه


(١) أخرجه مسلم في صحيحة في كتاب الفضائل، باب تفضيل نبينا - صلى الله عليه وسلم - على جميع الخلق برقم (٢٢٧٨) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٢) أخرجه الدارمي (١/ ٣١)، والطبراني في الأوسط برقم (١٧٠)، والبيهقي في الدلائل (٥/ ٤٨٠)، من حديث جابر بن عبد الله، قال الهيثمى في مجمع الزوائد (٨/ ٢٥٤): فيه صالح بن عطاء بن خباب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات، وقال الشيخ مقبل الوادعي: فيه صالح بن عطاء مجهول. ينظر: الشفاعة له.
(٣) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا أول الناس يشفع في الجنة ... برقم (١٩٦).
(٤) منها حديث أنس: (يجمع الله المؤمنين يوم القيامة لذلك فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا يريحنا) ... إلى أن قال: (فيأتوني فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي)

الحديث أخرجه البخاري كتاب تفسير القرآن باب قول الله وعلم آدم الأسماء كلها برقم (٤٤٧٦)، ومسلم كتاب الإيمان باب في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا أول الناس تبعاً في الجنة ... برقم (١٩٣).
(٥) فتاوى اللجنة (٣/ ٢٦١ - ٢٦٢).

<<  <   >  >>