للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرن الخامس الميلادي من ابنته، كما عرف أن "بهرام جور" (١) الذي حكم في القرن السادس الميلادي قد تزوج من أخته، ويذكر أن عادة الزواج بالمحارم كانت عادة منتشرة في " الزرادشتية". وكانت أكثر شيوعاً بينَ أهل التقى - أي الكهنة- إرضاء لآلهتهم (٢).

[حكم الإسلام في النصيرية]

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " هؤلاء القوم الموصوفون المسمون بـ"النصرية" هم وسائر أصناف القرامطة (٣)

الباطنية: أكفر من اليهود والنصارى، بل وأكفر من كثير من المشركين، وضررهم على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أعظم من ضرر الكفار المحاربين ... فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهاد المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت، وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله، ولا برسوله، ولا بكتابه، ولا بأمر ولا بنهي ولا بثواب ولا عقاب، ولا جنة ولا نار، ولا بأحد من المرسلين قبل محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولا بملة من الملل السالفة، بل يأخذون كلام الله ورسوله المعروف عند المسلمين ويتأولونه على أمور يقرونها، ويدعون أنها علم الباطن من ذلكَ قولهم: إن الصلوات الخمس: معرفة أسرارهم، والصيام المفروض: كتمان أسرارهم، وحج البيت العتيق: زيارة شيوخهم، وأن يدي أبي لهب هما: أبو بكر وعمر، وأن النبي العظيم


(١) هو: بهرام جور بن يزدجرد أحد ملوك الفرس، ويطلق عليه عند المؤرخين بهرام الخامس، توفي (٤٣٨ م)، وقد أطالت الأساطير حكمه وسيرته.
ينظر: تاريخ الأمم والملوك للطبري (١/ ٤٠٦)، تاريخ الإسلام للذهبي (٤٨/ ٧٩)، مآثر الإنافة لأحمد القلقشندي (١/ ٢٨٤).
(٢) ينظر: الملل والنحل للشهرستاني (٢/ ٤٢٤).
(٣) كان ظهور هذه الطائفة ١٧٦ هـ بظهور ميمون بن ديصان الذي نصب للمسلمين الحبائل وكان يبطن المجوسية ويظهر الإسلام، وكان يجعل لكل آية تفسيراً ولكل حديث تأويلا، وجعل الفرائض والسنة رموزا وإشارات، وكان يخدم إسماعيل بن جعفر، وظهر أيام حمدان قرمط فاجتمعا وتساعدا على نشر هذا المذهب الشنيع، فسموا بالقرامطة؛ وأصل القرمطة في اللغة تقارب الشيء بعضه من بعض، يقال خط مقرمط ومشي مقرمط. واسقطوا العبادات وقالوا لا يأمر بها إلا العوام؛ والدين الحقيقي عندهم هو الدين الباطني وبذلك يسمون باطنيين ولا يؤمر به إلا الخواص منهم.

ينظر: التحفة المهدية لفالح بن مهدي (ص ٤٧)، درء التعارض (٢/ ٣٠٥)، فرق الشيعة للحسن بن موسى النوبتخي (١/ ٧٢).

<<  <   >  >>