للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثالث

نواقض توحيد الأسماء والصفات

توحيد الله في أسمائه وصفاته يتضمن إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - من صفات الكمال والجلال، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم - من صفات النقصان، وعلى ذلك يكون من نفى شيئًا مما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - كمن نفى قدرة الله، أو قيوميته أو بصره أو استواءه أو علمه أو كلامه، وغير ذلك مما هو ثابت لله في القرآن وفي السنة- فقد كفر، ويدخل في ذلك من أنقص كمال صفات الله -عز وجل-، كمن قال -مثلاً-: إن الله عليم، ولكنه علم إجمالي، وأنه سبحانه لا يعلم بالجزئيات والتفصيلات.

وكذلك من شبه صفات الله بصفات المخلوقين، كمن ادعى أن الله يبصر كما يبصر البشر، أو يسمع كسمع البشر، أو يتكلم ككلام البشر، وفي ذلك قدح فيما نفاه الله-عز وجل- عن نفسه من صفات النقصان، وكذلك يكفر من أثبت لله -عز وجل- أية صفة نفاها سبحانه عن نفسه أو نفاها عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم -، كمن أثبت لله الصاحبة أو الولد أو البنات، أو من أثبت لله النوم أو الموت أو الغفلة، وكل هذه النواقص لا تجوز في حق الله تعالى، وكذلك يكفر كل من ادعى لنفسه صفة من صفات الله، أو أثبت هذه الصفة لأي مخلوق، كقول من قال: عندي من الحكمة كما عند الله. أو قال: أنا أعلم كعلم الله. فيكفر من قال ذلك، وكذلك يكفر من يصدقه في دعواه (١).


(١) ينظر: الواسطية مع شروحها: التنبيهات السنية للرشيد (ص ١٨) وما بعدها، الروضة الندية للفياض (ص ٢١) وما بعدها، شرح العقيدة الواسطية للعثيمين (ص ٥٦) وما بعدها، ... إلخ، وينظر: مجموع الفتاوى (٥/ ٥٨)، واجتماع الجيوش الإسلامية (ص ٨٣)، والمسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة لـ ... (١/ ٢٧٧ - ٢٧٨)، العلو للذهبي (ص ١١٦)، شرح السنة للالكائي (ص ٩٣٦)، التمهيد لابن عبد البر (٧/ ١٤٥).

<<  <   >  >>