للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرافضة: هي تلك الطائفة من الشيعة التي تعتقد بأحقية أهل البيت في الإمامة على باقي الصحابة، بمن فيهم الشيخان - رضي الله عنهم -، وأن الإمامة ركن من أركان الدين بنص النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن الأنبياء والأئمة معصومون، ويشمل أيضا، كل من يقول بالبداء والرجعة والغيبة والتولي والتبري إلا في حالة التقية.

ويرجح العلماء سبب التسمية لرفضهم إمامة الشيخين وأكثر الصحابة، وقد أطلق عليهم هذا الاسم بعد رفضهم إمامة زيد بن علي، وتفرقهم عنه؛ لعدم موافقته على أفكارهم، وكانت تسمى من قبل الخشبية والإمامية، ومن أشهر فرقهم الاثنا عشرية (١).

أخطر عقائد غلاة الرافضة:

١ - التأويل الفاسد: وإنما كان فاسداً لأنه صدر عن اعتقادهم أن للقرآن ظاهراً وباطناً، وأن المراد منه باطنه دون ظاهره، وأن علم الباطن مقصور عليهم وحدهم، فانطلق غلاة الرافضة كغيرهم من غلاة الباطنية يحرفون لفظ القرآن عن معناه إلى ما يتفق مع عقيدتهم وأهوائهم؛ وبالتأويل الفاسد تحلل الروافض من القيم الأخلاقية، والشعائر الدينية، ونشروا الإباحة والإلحاد. فالخطابية (٢) استحلوا الزنا، وشرب الخمر، وقالوا بترك الصلاة، مؤولين قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (٢٨)} النساء: ٢٨.

وقالوا: خففت عنا يا أبا الخطاب، وقالوا من عرف الإمام فلا حرج عليه ... الخ. وهذا شبيه بنهج اليهود في التأويل والتحريف، وله صلة قوية بما كان عليه المجوس من الفرس.


(١) ينظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (١٣/ ٣٥ - ٣٦)، الملل والنحل (١/ ١٥٥)، مقالات الإسلاميين (ص ٦٥)، والتبصير في الدين للإسفراييني (ص ٢٩ - ٣٠)، اعتقادات فرق المسلمين والمشركين للإمام الرازي (ص ٧٧)، الموسوعة الميسرة (٢/ ١٠٦٥)، بحوث ودراسات في المذاهب والتيارات (ص ٤٣ - ٤٤).
(٢) هي فرقة من غلاة الشيعة، أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي الأجدع مولى بني أسد، وهو الذي عزا نفسه إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه. فلما وقف الصادق على غلوه الباطل في حقه تبرأ منه ولعنه، وأمر أصحابه بالبراءة منه. وشدد القول في ذلك، وبالغ في التبرؤ منه واللعن عليه. فلما اعتزل عنه ادعى الإمامة لنفسه. وزعم أبو الخطاب أن الأئمة أنبياء، ثم آلهة. وقال بألهية جعفر بن محمد، وألوهية آبائه رضي الله عنهم. وهم أبناء الله وأحباؤه. والإلهية نور في النبوة، والنبوة نور في الإمامة ...
ينظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم (٢/ ١٥ - ١٧).

<<  <   >  >>