للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - التشبيه والحلول: أي القول بتشبيه الله بالإنسان، وأن له تعالى أعضاء كأعضائه، والقول بالحلول أيضاً حين اعتقد غلاتهم حلول الإله بذاته أو روحه جزء أو كلا في البشر، وهذا قوي الصلة بوثنية الفرس وتحريفات اليهود والنصارى، وهو مناف لعقيدة التوحيد، فالقول بالحلول باطل ومحال: فحلول الشيء لا يتصور إلاّ إذا كان الحال بحيث لا يتعين إلاّ بتوسط المحل، ولا يمكن أن يتعين واجب الوجود سبحانه بغيره، فحلوله في غيره محال. وأما التشبيه فقد نتج عن تأويلهم لبعض النصوص الشرعية على غير وجهها الصحيح فوصفوا الله سبحانه بما لا يليق به، وما ذلكَ إلاّ لركونهم إلى التأويل المهلك وتركهم للتفويض المدرك (١).

٣ - البداء: وهو مما قالت به اليهود (٢)، ولا يجوز على الله؛ لأنه مخالف تماماً للنسخ المقرر شرعاً إذ أن البداء بمعنى أنه بدا لله شيء كان يجهله أو يجهل الحكمة منه، ثم بدا له أن يفعله، وهذا مفهوم يؤدي إلى جواز التغير عليه سبحانه. وهو مختلف تماماً عن معنى النسخ.

٤ - الرجعة: وهو القول برجعة الإمام مرة أخرى إلى الحياة بعد موته ليؤدي دوره في هداية الناس إلى مذهبه، وهذه أيضاً يقول بها اليهود (٣).

٥ - التناسخ: أي القول بتناسخ الأرواح وانتقالها من جسم إلى جسم وهذا هو الثواب والعقاب، وهو معنى القيامة عندهم، ويكون ذلكَ في الدنيا فيثاب المطيع مثلاً بأن تنتقل


(١) ينظر: بحوث ودراسات في المذاهب والتيارات (ص ٤٩).
(٢) وقد أطال العلامة موسى جار الله رحمه الله تعالى النفس في بيان بطلان دعوى البداء لله تعالى، وأن الرافضة قد أخذوه من اليهود، ونقل نصوص التوراة، من سفر التكوين وغيره، فينظر الوشيعة في كشف شنائع عقائد الشيعة، د. صالح الرقب، (١١٠ - ١٢٠)، وينظر: التوراة (سفر التكوين، الفصل السادس، فقرة: ٥)، (سفر الخروج، الفصل: ٣٢ فقرة: ١٢، ١٤)، (وسفر قضاة، الفصل الثاني، فقرة: ١٨)، (وسفر صموئيل الأول، الفصل الخامس عشرة فقرة: ١٠، ٣٤)، (وسفر صموئيل الثاني، الفصل: ٢٤، فقرة: ١٦)، (وسفر أخبار الأيام الأول، الفصل: ٢١، فقرة: ١)، (وسفر أرميا، الفصل: ٤٢، فقرة: ١٠)، (وسفر عاموس، الفصل: ٧، فقرة: ٣)، (وسفر يونان، الفصل: ٣، فقرة: ١٠) وغيرها.
(٣) ينظر: العهد القديم (إصحاح الفصل:٤، فقرة: ٥).

<<  <   >  >>