للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أ- يرد الشيخ - رحمه الله - على رشاد خليفة (١)

في الاستدلال على مسألة: دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس، فيقول: " إن قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} النمل: ٨٨، دليل على دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس وجعل إثبات ذلك بالقرآن معجزة خالدة، وهذا خطأ بل تحريف للقرآن عن مواضعه وتفسير له بغير ما قصد منه ودل عليه وسياق الكلام، فإن الآية نزلت بيانا لأهوال يوم القيامة عند النفخ في الصور، بدليل قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (٨٧)} النمل: ٨٧، ثم قال بعدها: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ...}، ونظير ذلك قوله تعالى: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (٥) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (٦)} الواقعة: ٤ - ٦، فتفسيرها بدوران الأرض لتكون معجزة مخالف لسياق الكلام وخروج بها عن نظائرها من آيات القرآن الواردة في نفس الموضوع بل مخالف لظاهر الآية نفسها فإن الدوران لا يقابل الجمود بل الذي يقابل جمود الجبال وجعلها رواسي


(١) هو: رشاد خليفة مصريّ، ولد في مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية بجمهورية مصر العربية، هاجر إلى الولايات المتحدة للدراسة في (١٩٥٩ م) وتخصّص في مجال الكيمياء الحيوية وحصل على الجنسية الأمريكية في ما بعد ليصبح مواطناً أمريكياً، عمل خبيراً لدى اليونسكو. استخرج رشاد علاقة مزعومة بين الرقم ١٩ والقران الكريم بشكل عام، وكلماته وحروفه بشكل خاص، وقام بتأليف العديد من الكتب فيما يتعلق بالرقم ١٩ والقرآن الكريم، ثمّ جعله في كتاب بعنوان: (معجزة القرآن الكريم)، وكانت الطبعة الأولى عام ١٩٨٣ م. أسّس جمعية "المسلمون المتّحدون الدولية" والتي تدعو إلى الإسلام بالله وحده لا شريك له، وتنبذ العمل بالسنة وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ادعى أنه الرسول المصدق المذكور في آل عمران: ٨١: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٨١)}، وطرح مفهوما بديلا للمفهوم الإسلامي القائل إن محمد هو آخر المرسلين، فقال أن النبي هو نوع خاص من الرسل يبلغ كتاب يحوى نبوءات، أما الرسول فقط فيبين للناس النبوءات التي يحويها كتابهم الموجود بالفعل، وعلى ذلك فمحمد هو خاتم الأنبياء لأن القرآن هو آخر كتاب من الله. وفي ٣١ يناير (١٩٩٠ م)، مات رشاد خليفة مطعونا في مسجد توسان من ولاية أريزونا والاعتقاد الشائع أن الفاعل هو جماعة "الفقراء" الباكستانيّة وقيل غيرهم.

ينظر: رشاد خليفة على موقع http://ar.wikipedia.org.

<<  <   >  >>