للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- أن حمل الحديث على رؤيته - صلى الله عليه وسلم - يقظة بعد وفاته وإن كان أحد الأقوال في المراد بالحديث إلا أنه قول ضعيف؛ إذ إن جماعة رأوه في المنام ولم يذكر واحد منهم أنه رآه في اليقظة، ومعلوم أن خبر الصادق لا يتخلف (١).

• وأما الحكايات التي يذكرها المصنفون في الكرامات أو يتناقلها العامة من رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - يقظة بعد وفاته:

فهذه الحكايات ليست حجة شرعية يجب المصير إليها؛ إذ هي كذب مختلق، أو تزوير شيطان مرق؛ ولهذا لم يقع مثل هذا لأحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان (٢).

- اختصاصه - صلى الله عليه وسلم - بشفاعته لعمه أبي طالب.

قال الشيخ - رحمه الله -: " أبو طالب هو أخف أهل النار عذاباً يوم القيامة، بسبب شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - له في ذلك، وإنما يخفف الله عنه ما هو فيه من العذاب بشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لما رواه مسلم في ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أهون أهل النار عذاباً أبو طالب، وهو ينتعل بنعلين يغلي منهما دماغه) (٣). ولما رواه مسلم وغيره عن العباس بن عبد المطلب أنه قال: (يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: (نعم، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار) (٤)، وفي رواية عن العباس: (قلت: يا رسول الله، إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك، فهل نفعه ذلك؟ قال: (نعم، وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح) (٥)، وروى مسلم أيضًا، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر عنده عمه أبو طالب، فقال: (لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه) (٦).


(١) ينظر: فتح الباري (١٢/ ٣٨٥).
(٢) ينظر: قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص ٤٤)، غاية الأماني (٢/ ٢٢٥ - ٢٢٦).
(٣) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب أهون أهل النار عذاباً برقم (٢١٢).
(٤) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمه أبي طالب والتخفيف عنه بسببه برقم (٢٠٩).
(٥) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمه أبي طالب والتخفيف عنه بسببه برقم (٢٠٩).
(٦) أخرجه البخاري في كتاب المناقب باب قصة أبي طالب برقم ٣٨٨٥)، وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمه أبي طالب والتخفيف عنه بسببه برقم (٢١٠).

<<  <   >  >>