(٢) قال أحد علماء الأحناف في مجلة الأزهر (٣/ ٣٢، ٣٣، ٦٦، ٦٧): " أجمع الأئمة على أنه لا تجوز قراءة القرآن بغير العربية خارج الصلاة، ويمنع فاعل ذلك أشد المنع، لأن قراءته بغيرها من قبيل التصرف في قراءة القرآن بما يخرجه عن إعجازه، بل بما يوجب الركاكة؛ وأما القراءة في الصلاة بغير العربية فتحرم إجماعاً للمعنى المتقدم لكن لو فرض وقرأ المصلي بغير العربية، أتصح صلاته أم تفسد؟ ذكر الحنفية في كتبهم أن الإمام أبا حنيفة كان يقول أولاً: إذا قرآ المصلي بغير العربية مع قدرته عليها اكتفى بتلك القراءة، ثم رجع عن ذلك وقال: "متى كان قادراً على العربية ففرضه قراءة النظم العربي، ولو قرآ بغيرها فسدت صلاته لخلوها من القراءة مع قدرته عليها، والإتيان بما هو من جنس كلام الناس حيث لم يكن المقروء قرآنا". ورواية رجوع الإمام هذه تعزى إلى أقطاب في المذهب، منهم نوح ابن مريم، وهو من أصحاب أبي حنيفة، ومنهم علي بن الجعد، وهو من أصحاب أبي يوسف ومنهم أبو بكر الرازي، وهو شيخ علماء الحنفية في عصره بالقرن الرابع ... ". (٣) الإحكام في أصول الأحكام (١/ ٢٢٥). (٤) الترجمة التفسيرية: هي التي تهتم بشرح وتوضح لمعاني القرآن بلغة غير لغته، أي بلغة أعجمية لا عربية. والقرآن الكريم مليء بالمعاني والأسرار الجلية والخفية، إلى درجة تعجز المخلوق عن الإحاطة بها، فضلاً عن محاكاتها، بلغة عربية أو غير عربية، أما التفسير فمعانيه محدودة، لأن قدرة صاحبه محدودة، مهما حلّق في سماء البلاغة والبيان والعلم والمعرفة. فيحسن أن تسمى مثل هذه الترجمة «ترجمة تفسير القرآن» «أو» تفسير القرآن باللغة الفرنسية مثلاً, أو الإنكليزية وهكذا، ولا يجوز أيضًا أن تسمى «ترجمة معاني القرآن» لأن الترجمة لا تضاف إلا إلى الألفاظ، ولأن هذه الترجمة توهم أنها ترجمة للقرآن نفسه. ينظر: مجلة المعرفة العدد (١٦٢) ضوابط وفوائد ترجمة القرآن الكريم للدكتور محمد محمود كالو.