للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلك اللبنة) (١) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قال فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون) (٢)، وعن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته) (٣)،

وعن جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يقول إن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله تعالى بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي) (٤)؛ فمن رحمة الله تعالى بالعباد إرسال محمد - صلى الله عليه وسلم - إليهم ثم من تشريفه لهم ختم الأنبياء والمرسلين به وإكمال الدين الحنيف له وقد أخبر الله تبارك وتعالى في كتابه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في السنة المتواترة عنه أنه لا نبي بعده ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك دجال ضال مضل ولو تخرق وشعبذ وأتى بأنواع السحر والطلاسم فكلها محال وضلال عند أولي الألباب كما أجرى الله سبحانه وتعالى على يد الأسود العنسي (٥) باليمن ومسيلمة الكذاب (٦)

باليمامة من الأحوال الفاسدة والأقوال الباردة ما علم كل ذي لب وفهم وحجى أنهما كاذبان ضالان لعنهما الله وكذلك كل مدع لذلك إلى يوم القيامة حتى يختموا بالمسيح الدجال فكل واحد من هؤلاء الكذابين يخلق الله


(١) وأخرجه البخاري كتاب المناقب باب خاتم النبيين برقم (٣٥٣٤)، ومسلم كتاب الفضائل باب ذكر كونه - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين برقم (٢٢٨٧).
(٢) أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة المقدمة برقم (٥٢٣).
(٣) أخرجه الإمام أحمد برقم (١٦٧١٢)، قال الحاكم: صحيح الإسناد، (٢/ ٦٥٦)، حديث برقم (٤١٧٥)، وصححه الألباني في شرح الطحاوية (ص ١٥٩) ..
(٤) أخرجاه في الصحيحين فأخرجه البخاري في كتاب تفسير القرآن باب قوله تعالى: ((من بعدي اسمه أحمد)) برقم (٤٨٩٦)، ومسلم في كتاب الفضائل باب في أسمائه - صلى الله عليه وسلم - برقم (٢٣٥٥).
(٥) هو: عيهلة بن كعب بن عوف العنسي المذحجي، ذو الحمار، أسلم يوم أسلمت اليمن، ثم ارتد عن الإسلام، وادعى النبوة، قتل سنة ١١ هـ.
ينظر: الأعلام (٥/ ١١١).
(٦) هو: مسيلمة بن ثمامة بن كبير بن حبيب الحنفي الوائلي، أبو ثمامة، ادعى النبوة، وتلقب بالرحمن، حتى عرف برحمان اليمامة، قتل سنة ١٢ هـ.

ينظر: شذرات الذهب (١/ ٢٣)، الأعلام (٧/ ٢٢٦).

<<  <   >  >>