للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - أن يجعلها دالة على تشبيه الله لخلقه كما فعل المشبهة.

٣ - أن يسمى الله بما لم يسم به نفسه لأن أسماء الله توقيفية كتسمية النصارى له "أبا" وتسمية الفلاسفة له " علة فاعلة" ونحو ذلك.

٤ - أن يشتق من أسمائه أسماء للأصنام كاشتقاق اللات من الإله والعزى من العزيز.

وأما الإلحاد في آياته فيكون في الآيات الشرعية -وهي ما جاءت به الرسل من الأحكام والأخبار-، وفي الآيات الكونية -وهي ما خلقه الله ويخلقه في السموات والأرض-.

فأما الإلحاد في الآيات الشرعية فهو تحريفها أو تكذيب أخبارها أو عصيان أحكامها، أما الإلحاد في الآيات الكونية فهو نسبتها إلى غير الله أو اعتقاد شريك أو معين له فيها (١).

قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: "قال تعالى: {وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (١٢٦)} الأنعام: ١٢٦، وقال عن إبليس {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (١٦) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ ...} الأعراف: ١٦ - ١٧ وقال تعالى {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢٠)} سبأ: ٢٠. وهؤلاء الملحدون من أكابر متبعيه فإنه قعد لهم على صراط الله المستقيم فصدهم عنه حتى كفروا بربهم وآمنوا أن نفوسهم هي معبودهم وإلههم" (٢).

وقال شيخ الإسلام في معرض رده على المتكلمين (٣): " صار أهل السنة يصفون الله بالوجود وكمال الوجود، وأولئك يصفون بعدم كمال الوجود، أو بعدم الوجود بالكلية؛ فهم ممثلة معطلة؛ ممثلة في العقل والشرع، معطلة في العقل والشرع" أ. هـ.

٥ - الحلولية.

يبين الشيخ - رحمه الله - مذهب الحلولية، فيقول: "من اعتقد أن الله - عز وجل - بذاته في الأرض فهذا مخالف للكتاب والسنة والإجماع وهو مذهب الحلولية الذين يقولون: إن الله حال في


(١) فتح رب البرية بتلخيص الحموية لابن عثيمين - رحمه الله - (ص ٢٣).
(٢) مجموع الفتاوى (٢/ ٢٦٧).
(٣) في كتاب دقائق التفسير (٥/ ١١٠).

<<  <   >  >>